- صلى الله عليه وسلم - إلى عتبة بن ربيعة، وهو على جمل أحمر، فقال: إن يكن عند أحد من القوم خير فهو عند صاحب الجمل الأحمر، إن يطيعوه يرشدوا، وهو يقول: يا قوم! أطيعوني في هؤلاء القوم، فإنكم إن فعلتم لم يزل ذلك في قلوبكم، ينظر كل رجل إلى قاتل أخيه، وقاتل أبيه، فاجعلوا جبنها برأسي وارجعوا، فقال أبو جهل: اِنتفخَ واللهِ سحره حين رأى محمدًا وأصحابه، إنّما محمد وأصحابه كأكلة جزور، لو قد التقينا، فقال عتبة: ستعلم من الجبان المفسد لقومه، أما والله إني لأرى قومًا يضربونكم ضربًا، أما ترون كأنّ رؤوسهم الأفاعي، وكأن وجوههم السيوف، ثمّ دعا أخاه وابنه فخرج يمشي بينهما ودعا بالمبارزة.
صحيح: رواه البزّار - كشف الأستار (١٧٦٢) عن إبراهيم بن سعيد الجوهري، والحسن بن يونس أبي علي الضرير قالا: ثنا يزيد بن هارون، أنبأ جرير بن حازم، عن أخيه يزيد بن حازم، عن عكرمة، عن ابن عباس فذكره.
قال البزّار:"لا نعلم يرويه بهذا اللّفظ إِلَّا ابن عباس ولا له إِلَّا هذا الطريق، ولا أسنده إِلَّا يزيد بن هارون، وحدث به مرة مسندًا وحدث به في الكتب مرسلًا.
ويزيد بن حازم لم يُسنِد غير هذا الحديث" انتهى.
وقال الهيثمي في "المجمع"(٦/ ٧٦): رجاله ثقات.
قلت: وهو كما قال ويزيد بن حازم ثقة ثبت.
• عن علي بن أبي طالب قال: وبات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليلة يدعو ويقول:"اللهم إن تُهلك هذه العصابة لا تعبد في الأرض"، فلمّا طلع الفجر قال:"الصّلاة عباد الله" فأقبلنا من تحت الشجر والحجف، فحث على القتال وقال:"كأني أنظر إلى صرعاهم"، فلمّا دنا القوم إذا رجل يسير في القوم على جمل أحمر. فقال النَّبِي - صلى الله عليه وسلم - للزبير:"ناد بعض أصحابك، فسلْه من صاحب الجمل الأحمر؟ ، فإن يكن في القوم أحد يأمر بخير فهو" فسأل الزُّبير: من صاحب الجمل الأحمر؟ قالوا: عتبة بن ربيعة، وهو ينهى عن القتال، وهو يقول: يا قوم! إني أرى قومًا مستميتين، والله! ما أظن أن تصلوا إليهم حتَّى تهلكوا، قال: فلمّا بلغ أبا جهل ما يقول: أقبل إليه فقال: ملئت رئتك رعبًا حين رأيت محمدًا وأصحابه، فقال له عتبة: إياي تعني يا مصفّر استه، ستعلم أينا أجبن، فنزل عن جمله وأتبعه أخوه شيبة، وابنه الوليد، فدعوا إلى البراز فذكر الحديث بطوله.