للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قوله: "فأُلقوا في قليب بدر" لم يكن أمية بن خلف في القليب لأنه كان ضخمًا فانتفخ وتقطّعت أوصاله بعد الجرّ فألقوا عليه من الحجارة والتراب ما غيبه، لكنه كان قريبًا من القليب فنودي فيمن نودي.

• عن ابن عمر قال: وقف النَّبِي - صلى الله عليه وسلم - على قليب بدر فقال: "هل وجدتم ما وعد ربّكم حقًّا؟ " ثمّ قال: "إنَّهم الآن يسمعون ما أقول"، فذكر لعائشة فقالت: إنّما قال النَّبِي - صلى الله عليه وسلم -: "إنهم الآن ليعلمون أن الذي كنت أقول لهم هو الحق". ثم قرأت: {إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى} [النمل: ٨٠] حتَّى قرأت الآية.

متفق عليه: رواه البخاري في المغازي (٣٩٨٠) ومسلم في الجنائز (٢٦: ٩٣٢) كلاهما من طريق هشام، عن أبيه، عن ابن عمر قال: فذكره.

• عن عائشة قالت: أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالقتلى أن يطرحوا في القليب، فطرحوا فيه، إِلَّا ما كان من أمية بن خلف، فإنه انتفخ في درعه، فملأها، فذهبوا ليحركوه، فتزايل، فأقروه، وألقوا عليه ما غيبه من التراب والحجارة، فلمّا ألقاهم في القليبٍ، وقف عليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "يا أهل القليب، هل وجدتم ما عدكم ربّكم حقًّا؟ فإني قد وجدت ما وعدني ربي حقًّا" قال: فقال له أصحابه: يا رسول الله! أتكلم قومًا موتى؟ ! فقال لهم: "لقد علموا أن ما وعدتهم حق" قالت عائشة: والناس يقولون: لقد سمعوا ما قلت لهم، وإنما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لقد علموا".

حسن: رواه أحمد (٢٦٣٦١)، وابن حبَّان (٧٠٨٨)، والحاكم (٣/ ٢٢٤) كلّهم من حديث محمد بن إسحاق قال: أخبرني يزيد بن رومان، عن عروة بن الزُّبير، عن عائشة قالت: فذكرته وهو عند ابن هشام (١/ ٦٣٨).

قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم.

قلت: إسناده حسن من أجل محمد بن إسحاق فإنه حسن الحديث إذا صرّح.

ثمّ لفظ الحاكم يختلف عن هذه، وإليكم ذكره كاملًا:

قالت عائشة: لما أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالقتلى أن يطرحوا في القليب طرحوا فيه، وأخذ عتبة بن ربيعة، فسحب إلى القليب، فنظر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى وجه أبي حذيفة بن عتبة، فإذا هو كئيب، قد تغير لونه، فقال: "يا أبا حذيفة! لعلك قد دخلك من شأن أبيك شيء؟ " أو كما قال - صلى الله عليه وسلم - فقال: لا والله يا رسول الله! ما شككت في أبي ولا في مصرعه، ولكني كنت أعرف من أبي رأيًا وحلمًا وفضلًا، فكنت أرجو أن يهديه ذلك إلى الإسلام، فلمّا رأيت ما أصابه، وذكرت ما مات عليه من الكفر بعد الذي كنت أرجو له، أحزنني ذلك، فدعا له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بخير وقال له: "خيرًا" انتهى.

وقصة أبي حذيفة ذكرها ابن إسحاق بقوله: فيما بلغني كما هو عند سيرة ابن هشام (١/

<<  <  ج: ص:  >  >>