للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الناس، ولم يعلم بهما، فأما ثابت بن وقش فقتله المشركون، وأما حسيل بن جابر فاختلفت عليه أسياف المسلمين، فقتلوه ولا يعرفونه، فقال حذيفة: أبي، فقالوا: والله إن عرفناه، وصدقوا، قال حذيفة: يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين، فأراد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يديَه فتصدق حذيفة بديته على المسلمين، فزاده ذلك عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خيرًا. انتهى. سيرة ابن هشام (٢/ ٨٧).

ومحمود بن لبيد الأوسي الأشهلي من صغار الصحابة له رؤية، وجلُّ روايته عن الصحابة.

وأما حذيفة فهو من كبار أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو معروف في الصحابة بصاحب سر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكان عمر ينظر إليه عند موت من مات منهم، فإن لم يشهد جنازته حذيفة لم يشهدها عمر، ومات سنة ست وثلاثين بعد قتل عثمان في أول خلافة علي.

• عن سعد بن أبي وقاص قال: مر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بامرأة من بني دينار، وقد أصيب زوجها وأخوها وأبوها مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأحد، فلما نُعوا لها قالت: فما فعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قالوا: خيرًا يا أم فلان! هو بحمد الله كما تحبين، قالت: أرونيه حتى أنظر إليه! قال: فأشير لها إليه، حتى إذا رأته قالت: كل مصيبة بعدك جلل! تريد صغيرة.

حسن: رواه محمد بن إسحاق، قال: حدثني عبد الواحد بن أبي عون، عن إسماعيل، عن محمد، عن سعد بن أبي وقاص فذكره.

وإسناده حسن من أجل تصريح ابن إسحاق. هكذا ذكره الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية (٣/ ٤٧) طبعة دار الفكر.

وفي سيرة ابن هشام (٢/ ٩٩) عن إسماعيل بن محمد عن سعد بن أبي وقاص. وإسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقاص لا يعرف له السماع عن جده.

وأخشى أن يكون ابن هشام أخطأ عندما اختصر الإسناد.

قال ابن هشام: الجلل يكون من القليل، ومن الكثير وهو ها هنا من القليل.

قال امرؤ القيس في الجلل القليل:

لقتل بني أسد ربهم ... ألا كل شيء سواه جلل

وقال ابن هشام: وأما قول الشاعر، وهو الحارث بن وعلة الجرمي:

ولئن عفوتُ لأعفون جللًا ... ولئن سطوت لأوهننْ عظمى

فهو من الكثير.

قال ابن إسحاق: ثم انصرف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - راجعًا إلى المدينة فلقيته حمنة بنت جحش كما ذكر لي، فلما لقيت الناس نُعي إليها أخوها عبد الله بن جحش، فاسترجعت واستغفرت له، ثم نُعي لها خالها حمزة بن عبد المطلب فاسترجعتْ واستغفرت له، ثم نُعي لها زوجها مصعب بن عمير

<<  <  ج: ص:  >  >>