فقال: غدرت يا محمد! قال: فقال حسان:
يا حار من يغدر بذمة جاره ... منكم فإن محمدًا لا يغدر
إن تغدروا فالغدر من عاداتكم ... واللؤم ينبت في أصول السخبر
وأمانة النهدي حيث لقيتها ... مثل الزجاجة صدعها لا يجبر
قال: فقال الحارث: كف عنا يا محمد! لسان حسان، فلو مزج به ماء البحر لمزجه.
حسن: رواه البزار - كشف الأستار (١٨٠٣) عن عقبة بن سنان، ثنا عثمان بن عثمان الغطفاني، ثنا محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة فذكره.
قال البزار: "لا نعلم رواه عن محمد بن عمرو هكذا إلا عثمان، ولم نسمعه إلا من عقبة".
وقال الهيثمي في المجمع (٦/ ١٣٢): رواه البزار والطبراني، ولفظه: عن أبي هريرة قال: جاء الحارث الغطفاني إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا محمد! شاطرنا تمر المدينة فقال: حتى أستأمر السعود، فبعا إلى سعد بن معاذ، وسعد بن عبادة، وسعد بن الربيع، وسعد بن خيثمة، وسعد بن مسعود، فقال: قد علمت أن العرب قد رمتكم عن قوس واحدة وأن الحارث قد سألكم تشاطروه تمر المدينة، فإن أردتم أن تدفعوه عامكم هذا في (كذا ولعل الصواب حتى) أمركم بعد فقالوا: يا رسول الله أوحي من السماء؟ فالتسليم لأمر الله، أو عن رأيك أو هواك؟ فرأينا نتبع هواك ورأيك، فإن كنت إنما تريد الإبقاء علينا، فوالله! لقد رأيتنا وإياهم على سواء ما ينالون منا تمرة إلا شراء أو قرى، فقال رسول الله - صل: ى ال له عليه وسلم - "هو ذا تسمعون ما يقولون؟ " قالوا: غدرت يا محمد، فقال حسان بن ثابت رضي الله عنه:
يا حار من يغدر بذمة جاره ... منكم فإن محمدًا لا يغدر
وأمانة المري حين لقيتها ... كسر الزجاجة صدعها لا يجبر
إن تغدروا فالغدر من عاداتكم ... واللؤم ينبت في أصول السخبر
ورجال البزار والطبراني فيهما محمد بن عمرو وحديثه حسن وبقية رجاله ثقات.
والصحيح الثابت أن النبي - صلى الله عليه وسلم - استشار السعدين وهما سعد بن عبادة وسعد بن معاذ كما قال ابن إسحاق.
فلعل محمد بن عمرو وهو ابن علقمة بن وقاص الليثي المدني أصاب مرة، ووهم مرة أخرى، لأن بعض هؤلاء ماتوا قبل غزوة الخندق وغزوة بني قريظة.