قال ابن هشام: ذكر وكيع، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي: أن أول من بايع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيعة الرضوان أبو سنان الأسدي. سيرة ابن هشام (٢/ ٣١٦).
وأبو سنان اسمه: وهب بن محصن بن حرثان هو أخو عكاشة بن محصن.
ذكر ابن عبد البر في ترجمته (١٩١) عدة روايات عن الشعبي وزر وغيرهما أنه أول من بايع النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم -. ذكر الحلوان، عن أبي أسامة، عن إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي قال: أول من بايع تحت الشجرة أبو سنان بن وهب الأسدي فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "علام ما تبايع؟ " قال: ما في نفسك فبايعه، وتتابع الناس فبايعوه. فأثنى عليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما في الحديث الآتي:
• عن جابر بن عبد الله قال: قال لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم الحديبية: "أنتم خير أهل الأرض" وكنا ألفا وأربعمائة ولو كنت أبصر اليوم لأريتكم مكان الشجرة.
متفق عليه: رواه البخاريّ في المغازي (٤١٥٤) ومسلم في الإمارة (٧١: ١٨٥٦) كلاهما من حديث سفيان، عن عمرو، قال: سمعت جابر بن عبد الله قال: فذكره.
• عن جابر بن عبد الله يقول: أخبرتني أم مبشر أنها سمعت النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - يقول عند حفصة: "لا يدخل النّار إن شاء الله من أصحاب الشجرة أحد الذين بايعوا تحتها".
قالت: بلى يا رسول الله، فانتهرها فقالت حفصة: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا} [مريم: ٧١] فقال النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم -: "قد قال الله عَزَّ وَجَلَّ: {ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا} [مريم: ٧٢] ".
صحيح: رواه مسلم في فضائل الصّحابة (٢٤٩٦) عن هارون بن عبد الله، حَدَّثَنَا حجَّاج بن محمد، قال: قال ابن جريج: أخبرني أبو الزُّبير، أنه سمع جابر بن عبد الله يقول: فذكره.
• عن يزيد بن أبي عبيد قال: قلت لسلمة بن الأكوع: على أي شيء بايعتم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم الحديبية؟ قال: على الموت.
متفق عليه: رواه البخاريّ في المغازي (٤١٦٩) ومسلم في الإمارة (٨٠: ١٨٦٠) كلاهما عن قُتَيبة بن سعيد، حَدَّثَنَا حاتم (هو ابن إسماعيل) عن يزيد بن أبي عبيد قال: فذكره.
قوله: "على الموت" وجاء في بعض الروايات: "بايعوه على الصبر وألا يفروا" فمن قال: "على الموت" أراد لازمها.
ومن قال: "على الصبر" فقد حكى الحقيقة.
• عن عباد بن تميم قال: لما كان يوم الحرة - والناس يبايعون لعبد الله بن حنظلة - فقال ابن زيد: على ما يبايع ابن حنظلة الناس؟ قيل له: على الموت. قال. لا أبايع على ذلك أحدًا بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكان شهد معه الحديبية.
متفق عليه: رواه البخاريّ في المغازي (٤١٦٧) ومسلم في الإمارة (٨١: ١٨٦١) كلاهما من