ورواه حماد بن سلمة، عن خالد الحذّاء، عن عبد اللَّه بن شقيق، عن رجل، قال: قلت: "يا رسول اللَّه، مني بُعثت نبيًّا؟ قال: وآدم بين الروح والجسد".
رواه ابن أبي عاصم في السنة (٤١١) عن هدبة بن خالد، ثنا حماد بن سلمة، فذكر مثله. والرجل المبهم هو ميسرة الفجر.
وهي متابعة قوية لرواية بديل المرفوعة.
إذا عرفت هذا فلا يضر مخالفة حماد بن زيد في روايته عن بديل، عن عبد اللَّه بن شقيق، مرسلًا. وإن كان الحافظ الدّارقطنيّ رجّح الإرسال، إلّا أن زيادة الثقة مقبولة عند جماهير المحدثين كما هو معروف في علم مصطلح الحديث.
والحديث الآتي يشهد لحديث ميسرة الفجر.
• عن أبي هريرة قال: قالوا: يا رسول اللَّه، متى وجبت لك النبوة؟ قال: "وآدم بين الروح والجسد".
صحيح: رواه الترمذيّ (٣٦٠٩) عن أبي همام الوليد بن شجاع بن الوليد البغدادي، حدثنا الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة فذكر الحديث مثله.
قال الترمذيّ: "حسن صحيح غريب من حديث أبي هريرة، لا نعرفه إلا من هذا الوجه".
ومن هذا الوجه، أخرجه الآجري في الشريعة (٩٤٦) وفيه "بين خلق آدم ونفخ الروح فيه" ورواه أيضًا من وجه آخر عن الوليد بن مسلم (٩٤٦) وأخرجه الحاكم (٢/ ٦٠٩) من هذا الوجه شاهدا الحديث ميسرة الفجر.
ومعنى هذا الحديث إن اللَّه قدَّر نبوة محمد -صلى اللَّه عليه وسلم- قبل أن يخلق آدم قضاءً، ثم ولد ولادة طبيعية من بطن أمه، وبعد أن بلغ أربعين سنة نُبّئ، فمن زعم أنه خلق قبل آدم، أو كان نبيا عند ولادته فقد خالف النصوص الصريحة الصحيحة.
وقد رُوي أيضًا عن ابن عباس إلا أنه ضعيف ولفظه:
قيل: يا رسول اللَّه متى كُتبت نبيا؟ قال: "وآدم بين الروح والجسد".
رواه البزار - كشف الأستار (٢٣٦٤) عن محمد بن عُمارة بن صبيح، ثنا نصر بن مزاحم، ثنا قيس، عن جابر، عن الشعبي، عن ابن عباس قال: فذكر الحديث.
وفيه جابر وهو ابن يزيد الجعفي كذبوه، وفي التقريب: "ضعيف رافضي"، وبه أعله الهيثمي في "المجمع" (٨/ ٢٢٣).
وأما ما روي: "وكنت نبيا وآدم بين الماء والطين" فهو حديث موضوع. قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "هذا باطل نقلا وعقلا، فإن آدم ليس بين الماء والطين، بل الطين ماء وتراب، ولكن كان