• عن أبي هريرة قال: لما دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بصفية بات أبو أيوب على باب النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم -، فلمّا أصبح فرأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كبَّر، ومع أبي أيوب السيف، فقال يا رسول الله! كانت جارية حديثة عهد بعرس، وكنت قتلت أباها، وأخاها وزوجها، فلم آمنها عليك، فضحك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال: "خيرًا".
حسن: رواه الحاكم (٤/ ٢٨ - ٢٩) وصحّحه عن عبد الله بن إسحاق الخراساني العدل، ثنا يحيى بن جعفر بن الزبرقان، ثنا عبد الوهّاب بن عطاء، أنبأ خالد الحذاء، عن كثير بن زيد، عن الوليد بن رباح، عن أبي هريرة، فذكره.
وإسناده حسن من أجل كثير بن زيد وشيخه وليد بن رباح فإنهما حسنا الحديث.
• عن أنس قال: بلغ صفية أن حفصة قالت: بنت يهودي، فدخل عليها النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - وهي تبكي، فقال: "ما يبكيك؟ " فقالت: قالت لي حفصة: إني بنت يهودي، فقال النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم -: "وإنك لابنة نبي، وإن عمك لنبي، وإنك لتحت نبي، ففيم تفخر عليك؟ " ثمّ قال: "اتقي الله يا حفصة! "
صحيح: رواه الترمذيّ (٣٨٩٤) وأحمد (١٢٣٩٢) وصحّحه ابن حبَّان (٧٢١١) كلّهم من حديث عبد الرزّاق - وهو في مصنفه (٢٠٩٢١) عن معمر، عن ثابت، عن أنس فذكره.
قال الترمذيّ: حسن صحيح غريب من هذا الوجه.
قلت: وهو كما قال. فإنه حديث صحيح الإسناد، وقد تكلم في معمر، عن ثابت فإذا ظهر خطأه فهو ضعيف فيه وإلَّا فهو صحيح الإسناد، ولذا أخرجه أصحاب الصحاح كمسلم وابن حبَّان والحاكم وضياء الدين المقدسي عن معمر، عن ثابت.
وفىِ معناه رُوي عن صفية بنت حيي نفسها قالت: دخل عليّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. وقد بلغني عن حفصة وعائشة كلام، فذكرت ذلك له، فقال: "ألا قلت: فكيف تكونان خيرًا مني، وزوجي محمد، وأبي هارون، وعمي موسى".
وكأن الذي بلغها أنهم قالوا: نحن أكرم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منها: وقالوا: نحن أزواج النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - وبنات عمه.
رواه الترمذيّ (٣٨٩٢) والحاكم (٤/ ٢٩) كلاهما من طريق هاشم بن سعيد الكوفي، عن كنانة، عن صفية قالت: فذكرتها.
وسكت عليه الحاكم.
قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه من حديث صفية إِلَّا من حديث هاشم الكوفي. وليس إسناده بذاك.