ورواه مسلم من وجه آخر عن الأعمش، عن أبي ظبيان، عن أسامة بن زيد، قال: بعثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سرية، فصبحنا الحرقات من جهينة، فأدركت رجلا، فقال: لا إله إلا الله، فطعنته فوقع في نفسي من ذلك، فذكرته للنبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أقال: لا إله إلا الله، وقتلته؟ " قال: قلت: يا رسول الله، إنما قالها خوفًا من السلاح. قال:"أفلا شققت عن قلبه حتى تعلم أقالها أم لا"، فما زال يكررها علي حتى تمنيت أني أسلمت يومئذ.
ورواه محمد بن إسحاق عن محمد بن أسامة بن محمد بن أسامة، عن أبيه، عن جده أسامة بن زيد فذكر نحوه واسم الرجل من الأنصار: مرداس بن نهيك.
من هذا الوجه أخرجه البيهقي في دلائله (٤/ ٢٩٧) إلا أن ابن هشام حذف إسناده في سيرته (٢/ ٦٢٣ - ٦٢٢).
• عن جندب بن عبد الله البجلي أنّه بعث إلى عسعس بن سلامة زمن فتنة ابن الزبير، فقال: اجمع لي نفرًا من إخوانك حتى أحدّثهم فبعث رسولا إليهم. فلما اجتمعوا جاء جندب وعليه برنُس أصفر فقال: تحدّثُوا بما كنتم تحدثون به حتَّى دار الحديث. فلما دار الحديثُ إليه، حسر البرنُسَ عن رأسه فقال: إني أتيتكم ولا أريد أن أخبركم عن نبيِّكم، إنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعث بعثًا من المسلمين إلى قوم من المشركين وأنهم التقوا فكان رجل من المشركين إذا شاء أن يقصد إلى رجل من المسلمين قصد له فقتله، وإنّ رجلا من المسلمين قصد غفلته - قال: وكنا نحدّث أنه أسامة بن زيد - فلما رفع عليه السيّف قال: لا إله إلا الله فقتله! فجاء البشير إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فسأله فأخبره حتى أخبره خبر الرجل كيف صنع، فدعاه فسأله فقال:"لِمَ قتلتَه؟ ". قال: يا رسول الله! أوجع في المسلمين، وقتل فلانًا وفلانًا وسمّى له نفرًا، وإني حملت عليه. فلمّا رأى السّيف قال: لا إله إلا الله! قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أقتلته؟ ". قال: نعم قال: "فكيف تصنع بلا إله إلا الله إذا جاءت يوم القيامة؟ " قال يا رسول الله استغفرْ لي. قال:"وكيف تصنع بلا إله إلا الله إذا جاءت يوم القيامة؟ ! ". قال: فجعل لا يزيده على أن يقول: "كيف تصنع بلا إله إلا الله إذا جاءت يوم القيامة؟ ! ".
صحيح: رواه مسلم في الإيمان (٩٧: ١٦٠) عن أحمد بن الحسن بن خراش، حدثنا عمرو بن عاصم، حدثنا معمر، قال: سمعتُ أبي يحدّث أنّ خالدًا الأثْبَجَ ابن أخي صفوان بن محرز، حدّث عن صفوان بن محرز، أنّه حدّث أن جندب بن عبد الله قال: فذكره.