عنقها قالت: فلمّا دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مكة، ودخل المسجد أتاه أبو بكر بأبيه، فلمّا رآه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "هلا تركت الشّيخ في بيته حتَّى أكون أنا آتيه فيه؟ " فقال أبو بكر: يا رسول الله! هو أحق أن يمشي إليك من أن تمشي إليه، قال: فأجلسه بين يديه، ثمّ مسح صدره ثمّ قال له: "أسلم" فأسلم، ودخل به أبو بكر على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ورأسه كأنّها ثغامة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "غيروا هذا من شعره" ثمّ قام أبو بكر فأخذ بيد أخته، فقال: أنشد بالله والإسلام طوق أختي، فلم يجبه أحد، فقال: يا أخية، احتسبي طوقك.
حسن: رواه أحمد (٢٦٩٥٦) والطَّبرانيّ في الكبير (٢٤/ ٨٨ - ٨٩) وصحّحه ابن حبَّان (٧٢٠٨) والحاكم (٣/ ٤٦ - ٤٧) كلّهم من طرق عن ابن إسحاق وهو في سيرة ابن هشام - (٢/ ٤٠٥) قال: حَدَّثَنِي يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزُّبير، عن أبيه، عن جدته أسماء بنت أبي بكر فذكرته.
وإسناده حسن من أجل محمد بن إسحاق.
وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم.
• سئل أنس بن مالك عن خضاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يكن شاب إِلَّا يسيرًا، ولكن أبا بكر وعمر بعده خضبا بالحناء والكتم، قال: وجاء أبو بكر بأبيه أبي قحافة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم فتح مكة يحمله حتَّى وضعه بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأبي بكر: "لو أقررت الشّيخ في بيته لأتيناه" تكرمه لأبي بكر، فأسلم ولحيته ورأسه كالثغامة بياضًا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "غيروهما وجنبوه السواد".
صحيح: رواه أحمد (١٢٦٣٥) والبزّار - كشف الأستار (٢٩٨١) وأبو يعلى (٢٨٣١) وصحّحه ابن حبَّان (٥٤٧٢) والحاكم (٣/ ٢٤٤) كلّهم من حديث بن سلمة، عن هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين، قال: سئل أنس فذكره. واللّفظ لأحمد. وإسناده صحيح.
وقال الحاكم: صحيح على شرط الشّيخين.
قلت: محمد بن سلمة هو الحراني شيخ أحمد الباهلي، لم يرو عنه سوى مسلم.
وقال الحاكم: قال ابن وهب (وهو معطوف على الإسناد السابق) وأخبرني عمر بن محمد، عن زيد بن أسلم أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هنّأ أبا بكر بإسلام أبيه.
رجاله ثقات، عمر بن محمد هو ابن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطّاب من رجال الصَّحيح.
وهي سنة عزيزة لولا فيه إرسال، فإن زيد بن أسلم مولى عمر بن الخطّاب تابعي ثقة وكان يرسل.
وأمّا مسألة الاجتناب من السواد فستأتي في موضعها.