• عن ابن عباس قال: لما نزلت: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ}[النصر: ١] دعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاطمة فقال:"قد نُعِيت إليَّ نفسي". فبكت فقال:"لا تبكي، فإنك أول أهلى لاحق بي". فضحكت فرآها بعض أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - فقلن: يا فاطمة! رأيناك بكيت ثم ضحكت. قالت: إنه أخبرني أنه قد نعيت إليه نفسه فبكيت، فقال لي:"لا تبكي، فإنك أول أهلي لاحق بي". فضحكت.
حسن: رواه الدارمي (٨٠) والطبراني في الكبير (١١/ ٣٢٩) والبيهقي في الدلائل (٧/ ١٦٧) كلهم من حديث هلال بن خباب، عن عكرمة، عن ابن عباس، فذكره. وإسناده حسن من أجل هلال بن خباب فإنه حسن الحديث إذا لم يخالف.
• عن أنس بن مالك قال: لما كان اليوم الذي دخل فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة أضاء من المدينة كل شيء، فلما كان اليوم الذي مات فيه أظلم منها كل شيء، وما نفضنا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الأيدي وإنا لفي دفنه حتى أنكرنا قلوبنا.
صحيح: رواه الترمذي (٣٦١٨) وابن ماجه (١٦٣١) وأحمد (١٣٨٣٠) وصحّحه ابن حبان (٦٦٣٤) والحاكم (٣/ ٥٧) كلهم من طريق جعفر بن سليمان الضبعي، قال: حدثنا ثابت، عن أنس، قال: فذكره.
قال الترمذي:"غريب صحيح".
قلت: جعفر بن سليمان صدوق حسن الحديث لكنه توبع، تابعه حماد بن سلمة، عن ثابت به عند أحمد (١٢٢٣٤).
• عن جرير قال: كنت باليمن، فلقيت رجلين من أهل اليمن: ذا كلاع وذا عمرو، فجعلت أحدثهم عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال له ذو عمرو: لئن كان الذي تذكر من أمر صاحبك، لقد مر على أجله منذ ثلاث، وأقبلا معي حتى إذا كنا في بعض الطريق رفع لنا ركب من قبل المدينة، فسألناهم فقالوا: قبض رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، واستخلف أبو بكر، والناس صالحون. فقالا: أخبر صاحبك أنا قد جئنا، ولعلنا سنعود إن شاء الله، ورجعا إلى اليمن، فأخبرت أبا بكر بحديثهم، قال: أفلا جئت بهم، فلما كان بعد قال لي ذو عمرو: يا جرير إن بك علي كرامة، وإني مخبرك خبرا: إنكم معشر العرب، لن تزالوا بخير ما كنتم إذا هلك أمير تأمرتم في آخر، فإذا كانت بالسيف كانوا ملوكا، يغضبون غضب الملوك، ويرضون رضا الملوك.
صحيح: رواه البخاري في المغازي (٤٣٥٩) عن عبد الله بن أبي شيبة العبسي، حدثنا ابن إدريس (هو عبد الله)، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس (هو ابن أبي حازم)، عن جرير، قال: فذكره.