وبه أعله أيضا الترمذي فقال: وروى أبو عوانة هذا الحديث عن عثمان بن عبد الله بن موهب فقال: عن أم سلمة. وفي الإسناد سفيان بن وكيع فإنه ساقط الحديث لعدم قبوله النصيحة في أمر وراقه الذي كان يدخل عليه ما ليس من حديثه.
• عن أنس قال: رأيت شعر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مخضوبًا.
قال حماد: وأخبرنا عبد الله بن محمد بن عقيل قال: رأيت شعر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عند أنس بن مالك مخضوبًا.
حسن: رواه الترمذي في الشمائل (٤٧) عن عبد الله بن عبد الرحمن، أخبرنا عمرو بن عاصم، حدثنا حماد بن سلمة، حدثنا حميد، عن أنس قال: فذكره.
وإسناده حسن من أجل عمرو بن عاصم الكلابي فإنه حسن الحديث.
ولا تعارض بين هذا وبين روايات النفي، فلعله اطلع بعد ذلك على شعر مخضوب عند أم سلمة فأخبر به.
قال النووي: والمختار أنه - صلى الله عليه وسلم - خضب في وقت دل عليه حديث ابن عمر في الصحيحين، وتركه معظم الأوقات فأخبر كل بما رأى وهو صادق.
• عن أبي رمثة قال: انطلقت مع أبي نحو النبي - صلى الله عليه وسلم - فإذا هو ذو وفرة، بها ردع من حناء، وعليه بردان أخضران.
صحيح: رواه أبو داود (٤٢٠٦) واللفظ له، والترمذي (٢٨١٢) والنسائي (١٥٧٢) وأحمد (٧١٠٩) وصححه ابن حبان (٥٩٩٥) والحاكم (٢/ ٤٢٥) كلهم من طريق عبيد الله بن إياد بن لقيط، حدثني إياد بن لقيط، عن أبي رمثة قال: فذكره.
قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من حديث عبيد الله بن إياد.
كذا قال: ولم يتفرد به عبيد الله بن إياد بل رواه جماعة منهم:
- عبد الملك بن أبجر عند الإمام أحمد (١٧٤٩٢) والنسائي (٤٨٣٢).
- وسفيان الثوري عند أحمد أيضا (٧١٠٤).
- وعلي بن صالح عند أحمد أيضا (٧١١٢).
ورواه أبو داود (٤٢٠٨) والنسائي (٥٠٨٣) من وجه آخر عن إياد بن لقيط، عن أبي رمثة به، وفيه أنه قال: وكان قد لطخ - يعني النبي - صلى الله عليه وسلم - لحيته بالحناء. وإسناده صحيح.
وجاء في بعض طرق هذا الحديث بلفظ "له شعر قد علاه الشيب أو المشيب" فهو معلول.
رواه الترمذي في الشمائل (٤٢) ولفظه يخالف ما ثبت في الصحيحين: أنه لم ير النبي - صلى الله عليه وسلم - من الشيب إلا قليلًا، وتوفاه الله تعالى وليس في رأسه ولحيته عشرون شعرة بيضاء.