كلاهما من حديث مالك به مثله.
وفيه ذكر للمكان وهو الزوراء (والزوراء بالمدينة عند السوق والمسجد فيما ثمة)
وعدد الصحابة ما بين الستين إلى الثمانين، وفي رواية عنده "وكانوا زهاء الثلاثمائة" وفي رواية عند البخاري (١٩٥): "ثمانين وزيادة" وفي رواية عنده (٢٠٠) "بين السبعين إلى الثمانين" وفي رواية (٣٥٧٢): "ثلاثمائة أو زهاء ثلاثمائة".
وكذا وقع الخلاف في اسم المكان فمرة الزوراء كما مضى، وقيل في سفر، ومرة ذكر مكان آخر.
ونظرا لهذا الخلاف في عدد الصحابة والمكان الذي وقعت فيه هذه المعجزة حملوا على التعدد وهو الظاهر، لأنه وقع مثل هذا في الحديبية كما في حديث جابر وغيره.
ورواه البخاري في علامات النبوة (٣٥٧٤) من وجه آخر عن أنس أنه قال: خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - في بعض مخارجه ومعه ناس من أصحابه، فانطلقوا يسيرون، فحضرت الصلاة فلم يجدوا ماء يتوضؤون، فانطلق رجل من القوم، فجاء بقدح من ماء يسير، فأخذه النبي - صلى الله عليه وسلم - فتوضأ، ثم مد أصابعه الأربع على القدح، ثم قال: "قوموا فتوضؤا" فتوضأ القوم حتى بلغوا فيما يريدون من الوضوء وكانوا سبعين أو نحوه.
ورواه أيضا (٣٥٧٥) من وجه آخر عن أنس قال: حضرت الصلاة فقام من كان قريب الدار من المسجد يتوضأ، وبقي قوم، فأتي النبي - صلى الله عليه وسلم - بمخضب من حجارة فيه ماء، فوضع كفه فصغر المخضب أن يبسط فيه كفه، فضمّ أصابعه فوضعها في المخضب، فتوضأ القوم كلهم جميعا، قلت: (أي الراوي) كم كانوا؟ قال: ثمانون رجلا.
• عن عبد الله قال: كنا نعد الآيات بركة، وأنتم تعدونها تخويفا، كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سفر، فقل الماء فقال: "اطلبوا فضلة من ماء" فجاءوا بإناء فيه ماء قليل، فأدخل يده في الإناء ثم قال: "حيّ على الطهور المبارك، والبركة من الله" فلقد رأيت الماء ينبع بين أصابع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولقد كنا نسمع تسبيح الطعام وهو يؤكل.
صحيح: رواه البخاري في علامات النبوة (٣٥٧٩) عن محمد بن المثنى، حدثنا أبو أحمد الزبيري، حدثنا إسرائيل، عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله بن مسعود، فذكره.
قوله: "في سفر": ظاهره الحديبية، وقد وقع مثل هذا أيضا في غزوة خيبر كما رواه أبو نعيم في "الدلائل" من طريق يحيى بن سلمة بن كهيل، عن أبيه، عن إبراهيم بإسناده.
قال الحافظ في الفتح (٦/ ٥٩١): هذا أولى، ودل على تكرار وقوع ذلك حضرًا أو سفرًا.
• عن جابر بن عبد الله -في حديثه الطويل- قال: فأتينا العسكر، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا جابر، ناد بوضوء" فقلت: ألا وضوء؟ ألا وضوء؟ ألا وضوء؟ قال: قلت: