للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عمر كل علامات النبوة قد عرفتها في وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين نظرت إليه إلا اثنتين لم أخبرهما منه: يسبق حلمه جهله، ولا يزيده شدة الجهل عليه إلا حلما، فقد اختبرتهما، فأشهدك يا عمر أني قد رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد - صلى الله عليه وسلم - نبيا، وأشهدك أن شطر مالي- فإني أكثرها مالا- صدقة على أمة محمد - صلى الله عليه وسلم -، فقال عمر، أو على بعضهم، فإنك لا تسعهم كلهم، قلت: أو على بعضهم، فرجع عمر وزيد إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال زيد: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، فآمن به وصدقه، وشهد مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مشاهد كثيرة، ثم توفي في غزوة تبوك مقبلا غير مدبر.

فيه حمزة بن يوسف مجهول.

رواه ابن حبان (٢٨٨) والطبراني في الكبير (٥١٤٧) والحاكم (٣/ ٦٠٥، ٦٠٤) والبيهقي في الدلائل (٦/ ٢٧٨ - ٢٨٠) كلهم من طريق محمد بن المتوكل - وهو ابن أبي السري، قال: حدثنا الوليد بن مسلم، قال: حدثنا محمد بن حمزة بن يوسف بن عبد الله بن سلام، عن أبيه، عن جده قال: فذكره.

ومحمد بن المتوكل فيه كلام يسير لا يضر، ثم هو توبع فرواه أبو الشيخ الأصبهاني في أخلاق النبي - صلى الله عليه وسلم - (ص ٧٢ - ٧٣) من طريق الحوطي - وهو عبد الوهاب بن نجدة وهو ثقة كما في التقريب، وابن ماجه (٢٢٨١) من طريق يعقوب بن حميد بن كاسب وهو "ضعيف" كما في "التقريب" كلاهما عن الوليد بن مسلم بإسناده.

والوليد بن مسلم مدلس إلا أنه صرّح بالتحديث، ولكن مدار الحديث على حمزة بن يوسف بن عبد الله ابن سلام فإنه لم يوثقه أحد، وإنما ذكره ابن حبان في "الثقات" (٤/ ١٧٠) كعادته في توثيق المجاهيل.

لم يرو عنه إلا ابنه، فهو "مجهول" على اصطلاح ابن حجر وغيره، إلا أن الحافظ قال فيه "مقبول" أي حيث يتابع، وإلا فليّن الحديث.

وحيث أنه لم يتابع فهو "لين الحديث" على أقل تقدير، وإلا فالصحيح أنه مجهول.

وأما قول الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وهو من غرر الحديث، ومحمد ابن أبي السري العسقلاني ثقة.

فهو تساهل منه، فإنه تكلم في محمد بن أبي السري فوثقه، مع خلاف فيه لا يضر، فوثقه ابن معين، ولينه أبو حاتم، وقال ابن عدي: محمد كثير الغلط، ومع هذا فهو لم ينفرد به، بل توبع كما سبق، وترك الكلام على حمزة بن يوسف، ومدار الإسناد عليه وهو مجهول، وحديث المجهول لا يكون صحيحا.

وتعقبه الذهبي فقال: "ما أنكره وأتركه لا سيما قوله: مقبلا غير مدبر، فإنه لم يكن في غزوة تبوك قتال" انتهى.

وكذلك فعل الحافظ ابن حجر فجعل المدار على محمد بن أبي السري ونقل كلام أهل العلم

<<  <  ج: ص:  >  >>