"بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. هذا كتاب من رسول الله محمد، لمخلاف خارف وأهل جناب الهضب وحقاف الرمل، مع وافدها ذي المشعار مالك بن نمط، ومن أسلم من قومه، على أن لهم فراعها ووِهاطها، ما أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة، يأكلون علافها ويرعون عافيها، لهم بذلك عهد الله وذمام رسوله، وشاهدهم المهاجرون والأنصار" سيرة ابن هشام (٢/ ٥٩٦ - ٥٩٨).
وفي الإسناد رجل لم يُسَمَّ، كما أن فيه إرسالا، فإن أبا إسحاق السبيعي من التابعين.
قوله: "مقطعات": ثياب مخيطة.
وقوله: "الحبرات": برود يمنية.
وقوله: "الميس": خشب تصنع منه الرحال التي تكون على ظهر الإبل.
وقوله: "المهرية": الإبل النجيبة، تنسب إلى مهرة، قبيلة باليمن.
وقوله: "الأرحبية": إبل تنسب إلى أرحب، وهم قبيلة من همدان.
وقوله: "المخلاف": المدينة بلغة اليمن.
وقوله: "خارف": قبيلة من اليمن.
وقوله: "الحقاف": جمع حقف، وهو الرمل المستدير.
وقوله: "الفراع": أعالي الأرض.
وقوله: "الوِهاط": المنخفض من الأرض.
وقوله: "العلاف": ثمر الطلح.
وقوله: "عافيها": نباتها الكثير.
وجاء ذكر إسلام همدان مسندًا في الحديث التالي:
• عن البراء قال: بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - خالد بن الوليد إلى أهل اليمن يدعوهم إلى الإسلام فلم يجيبوه، ثم إن النبي - صلى الله عليه وسلم - بعث علي بن أبي طالب وأمره أن يقفل خالدًا ومن كان معه إلا رجل ممن كان مع خالد أحب أن يعقب مع علي فليعقب معه، قال البراء: فكنت ممن عقب معه، فلما دنونا من القوم خرجوا إلينا، فصلى بنا علي، وصفنا صفا واحدًا، ثم تقدم بين أيدينا، فقرأ عليهم كتاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأسلمت همدان جميعا، فكتب علي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بإسلامهم، فلما قرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الكتاب خر ساجدًا، ثم رفع رأسه، فقال: "السلام على همدان، السلام على همدان".
صحيح: رواه البيهقي في الكبرى (٢/ ٣٦٩) من طريقين عن أبي عبيدة بن أبي السفر، قال: سمعت إبراهيم بن يوسف بن أبي إسحاق، عن أبيه، عن أبي إسحاق، عن البراء، فذكره.
قال البيهقي: أخرج البخاري (٤٣٤٩) صدر الحديث عن أحمد بن عثمان، حدثنا شريح بن