• عن أبي سعيد الخدريّ، قال: سمعتُ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول على هذا المنبر:"ما بالُ رجال يقولون: إنّ رحم رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- لا تنفع قومه، بلى واللَّهِ إِنَّ رحمي موصولةٌ في الدّنيا والآخرة، وإنّي أيّها النّاس فرط لكم على الحوض، فإذا جئتم قال رجل: يا رسول اللَّه، أنا فلان بن فلان. قال آخر: أنا فلان بن فلان. فأقول: أما النَّسبُ فقد عرفتُه، ولكنكم أحدثتم بعدي وارتدتُم القهقرى".
حسن: رواه أبو يعلى (١٢٣٨) عن زهير، حدّثنا أبو عامر، عن زهير، عن عبد اللَّه بن محمد، عن عبد الرحمن بن أبي سعيد، عن أبيه، فذكره.
زهير هو ابن حرب أبو خيثمة، وزهير الثاني هو ابن محمد التميمي وكلاهما من رجال الجماعة وإن كان زهير بن محمد مختلف فيه، فيقال: روايته عن أهل الشام غير مستقيمة، وشيخه هنا عبد اللَّه ابن محمد مدني، وهو ابن عقيل بن أبي طالب الهاشميّ، والإسناد حسن من أجل الكلام في حفظه غير أنه حسن الحديث، وأخرجه الحاكم (٤/ ٧٤ - ٧٥) من طريق زهير بن محمد، وقال:"صحيح الإسناد ولم يخرجاه".
وقال الهيثميّ في "المجمع"(١٠/ ٣٦٤): "رواه أبو يعلى، ورجاله رجال الصّحيح غير عبد اللَّه ابن محمد بن عقيل، وقد وُثِّق".
قلت: وهو كما قال، غير أنه فاته العزو إلى الإمام أحمد، لأنّه رواه أيضًا من وجهين (١١١٣٨) عن أبي عامر بإسناده غير أنّ فيه حمزة بن أبي سعيد الخدريّ، والوجه الثاني (١١١٣٩) عن زكريا بن عدي، حدثنا عبيد اللَّه، عن عبد اللَّه بن محمد بن عقيل، عن حمزة بن أبي سعيد، عن أبيه، فذكر مثله.
ولا يحكم عليه بالاضطراب في الإسناد لسوء حفظ عبد اللَّه بن محمد بن عقيل؛ لأنه من الجائز أن يسمع الحديث من أبناء أبي سعيد الخدريّ فمرة عن عبد الرحمن بن أبي سعيد، وأخرى عن حمزة بن أبي سعيد الخدريّ، وعبد الرحمن بن أبي سعيد ثقة من رجال مسلم، وحمزة بن أبي سعيد الخدريّ "مقبول" لكنه توبع.
ولا يُعكّر هذا ما رواه أحمد (١١١٣٤٥) عن أبي النّضر، حدّثنا شريك، عن عبد اللَّه بن محمد بن عقيل، عن سعيد بن المسيب، عن أبي سعيد الخدريّ، فذكر الحديث لأنّ فيه شريكًا وهو ابن عبد اللَّه النخعيّ الكوفيّ تغيّر حفظه منذ ولي القضاء بالكوفة، فلعله أخطأ فجعل سعيد بن المسيب بدلًا من عبد الرحمن بن أبي سعيد.
• عن أبي برزة، قال: سمعت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: "إنّ لي حوضًا ما بين أيلة إلى صنعاء، عرضُه كطوله، فيه ميزابان يَنْثَعِبان من الجنة، من وَرِق، والآخر من