كلاهما عن محمد بن بشار، ثنا محمد بن جعفر، ثنا شعبة، قال: سمعت أبا إسحاق عن صلة بن زفر، عن حذيفة فذكره.
وفي لفظ من وجه آخر عند البخاري (٤٣٨٠): "جاء العاقب والسيد صاحبا نجران إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يريدان أن يلاعناه، قال: فقال أحدهما لصاحبه: لا تفعل؛ فوالله! إن كان نبيا فلاعنا لا نفلح نحن ولا عقبنا من بعدنا. قالا: إنا نعطيك ما سألتنا، وابعث معنا رجلا أمينا، ولا تبعث معنا إلا أمينا. فقال: "لأبعثن معكم رجلا أمينا حق أمين" فاستشرف له أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "قم يا أبا عبيدة بن الجراح" فلما قام قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "هذا أمين هذه الأمة".
• عن ابن مسعود قال: جاء العاقب والسيد صاحبا نجران، قال: وأرادا أن يلاعنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: فقال أحدهما لصاحبه: لا تلاعنه، فوالله لئن كان نبيا فَلَعَنَّا، -قال خلف: فلاعَنَّا- لا نفلح نحن ولا عقبنا أبدا، قال: فأتياه، فقالا: لا نلاعنك، ولكنا نعطيك ما سألت، فابعث معنا رجلا أمينا، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لأبعثن رجلا أمينا حق أمين، حق أمين" قال: فاستشرف لها أصحاب محمد، قال: فقال: "قم يا أبا عبيدة بن الجراح" قال: فلما قفّى، قال: "هذا أمين هذه الأمة".
صحيح: رواه ابن ماجه (١٣٦)، والنسائي في فضائل الصحابة (٩٣)، وأحمد (٣٩٣٠)، وصحّحه الحاكم (٣/ ٢٦٧) كلهم من طريق إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن صلة (هو ابن زفر العبسي)، عن ابن مسعود فذكره.
قال الحاكم: "قد اتفق الشيخان على إخراج هذا الحديث مختصرا في الصحيحين من حديث الثوري وشعبة، عن أبي إسحاق، عن صلة بن زفر، عن حذيفة، وقد خالفهما إسرائيل، فقال: عن صلة بن زفر، عن عبد الله، وساق الحديث أتم مما عند الثوري وشعبة، فأخرجته لأنه على شرطهما" اهـ.
قلت: رواه البخاري في المغازي (٤٣٨٠) من طريق إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن صله بن زفر، عن حذيفة بهذا السياق، فجعل من مسند حذيفة.
ولعل أبا إسحاق روى الحديث من طريقين، فلا يعل أحدهما بالآخر، وقد ذكر الدارقطني أن الثوري تابع إسرائيل على ذكره "عبد الله بن مسعود" وصحّحه، وقال الحافظ ابن حجر في الفتح (٨/ ٩٢): إن الطريقين صحيحان.
والسيد كان اسمه الأيهم، وقيل: شرحبيل، وكان صاحب رحالهم، وأما العاقب فاسمه عبد المسيح، وكان صاحب مشورتهم.
• عن خالد بن الوليد قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "لكل أمة أمين، وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح".