- صلى الله عليه وسلم -. قال: فحُفِرَ له ووُضِعَ في قبره. ولم يذكر غسلا.
صحيح: رواه مسلم في فضائل الصحابة (٢٤٧٢) عن إسحاق بن عمر بن سليط، ثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن كنانة بن نعيم، عن أبي برزة فذكره.
• عن أبي برزة الأسلمي أن جليبيبا كان امرأ يدخل على النساء، يمر بهن ويلاعبهن، فقلت لامرأتي: لا يُدْخِلْنَ عليكم جليبيب، فإنه إن دخل عليكم لأفعلن ولأفعلن. قال: وكانت الأنصار إذا كان لأحدهم أيِّمٌ لم يزوجها حتى يعلم هل للنبي - صلى الله عليه وسلم - فيها حاجة أم لا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لرجل من الأنصار:"زوِّجْني ابنتك" فقال: نعم وكرامة يا رسول الله، ونُعْمَ عيني. فقال. "إني لست أريدها لنفسي" قال: فلمن يا رسول الله؟ قال:"لجليبيب" قال: فقال: يا رسول الله، أشاور أمها، فأتى أمها، فقال: رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يخطب ابنتك. فقالت: نعم ونُعْمَة عيني. فقال: إنه ليس يخطبها لنفسه، إنما يخطبها لجليبيب. فقالت: أجليبيب إنيه؟ أجليبيب إنيه؟ أجليبيب إنيه؟ لا لعمر الله، لا نزوجه. فلما أراد أن يقوم ليأتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليخبره بما قالت أمها، قالت الجارية: من خطبني إليكم؟ فأخبرتها أمها، فقالت: أتردون على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمره؟ ادفعوني، فإنه لم يضيِّعْني. فانطلق أبوها إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأخبره، قال: شأنك بها، فزوجها جليبيبا.
قال: فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزوة له، قال: فلما أفاء الله عليه، قال لأصحابه:"هل تفقدون من أحد؟ " قالوا: نفقد فلانا، ونفقد فلانا. قال:"انظروا هل تفقدون من أحد؟ " قالوا: لا. قال:"لكني أفقد جليبيبا" قال: "فاطلبوه في القتل" قال: فطلبوه، فوجدوه إلى جنب سبعة قد قتلهم، ثم قتلوه، فقالوا: يا رسول الله، ها هو ذا إلى جنب سبعة قد قتلهم، ثم قتلوه، فأتاه النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقام عليه، فقال:"قتل سبعة وقتلوه، هذا مني وأنا منه، هذا مني وأنا منه" مرتين أو ثلاثا، ثم وضعه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على ساعديه، وحَفَر له، ما له سرير إلا ساعدا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم وضعه في قبره، ولم يذكر أنه غسَّله.
قال ثابت: فما كان في الأنصار أيم أنفق منها. وحدَّث إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة ثابتا، قال: هل تعلم ما دعا لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:"اللهم! صب عليها الخير صبا، ولا تجعل عيشها كدّا كدّا" قال: فما كان في الأنصار أيم أنفق منها.
صحيح: رواه أحمد في مسنده (١٩٧٨٤) عن عفان، ثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن كنانة