للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عمران بن حصين قال: لا رقية إِلَّا من عين أو حمة. فذكرته لسعيد بن جبير فقال: حَدَّثَنَا ابن عباس فذكر الحديث قريبًا منه.

وأمّا ما رواه الترمذيّ (٢٤٤٦) عن أبي حصين عبد الله بن أحمد بن يونس قال: حَدَّثَنَا عبثر بن القاسم قال: حَدَّثَنَا حصين هو ابن عبد الرحمن، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: لما أسري بالنبي - صلى الله عليه وسلم - جعل يمر بالنبي والنبيين ومعهم القوم، والنبي والنبيين ومعهم الرهط، والنبي والنبيين وليس معهم أحد، حتَّى مر بسواد عظيم، فقلت: "من هذا؟ ". قيل: موسى وقومه ولكن ارفع رأسك فانظر، قال: "فإذا هو سواد عظيم قد سدَّ الأفق من ذا الجانب ومن ذا الجانب، فقيل: هؤلاء أمتك وسوى هؤلاء من أمتك سبعون ألفا يدخلون الجنّة بغير حساب". فدخل ولم يسألوه ولم يفسر لهم، فقالوا: نحن هم، وقال قائلون: هم أبناء الذين ولدوا على الفطرة والإسلام، فخرج النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - فقال: "هم الذين لا يكتوون ولا يسترقون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون". فقام عكاشة بن محصن فقال: أنا منهم يا رسول الله؟ قال: "نعم". ثمّ قام آخر فقال: أنا منهم؟ فقال: "سبقك بها عكاشة".

فذكرُ الإسراء في هذا الحديث شاذ لمخالفته ما ثبت في الصحيحين؛ لأن رواية هُشيم بن بشير عن حصين أقوى من رواية عبثر بن القاسم عنه.

قال أبو داود: قال أحمد: ليس أحد أصح حديثًا عن حصين من هُشيم.

وحصين ثقة لكن تغير حفظه في الآخر، وهشيم ممن سمع من قبل تغيره، وأمّا عبثر بن القاسم فلا يدرى متى سمع قبل تغيره أم بعده.

والقول بتكرار الإسراء فيه تكلف وهو مخالف للتاريخ لأن الحديث ورد في المدينة.

وهذا الحديث إنّما ورد في المنام، فلعل اشتبه على أحد الرواة قصة المنام فعبر به الإسراء.

وقصة المنام كما في الحديث الآتي:

• عبد الله بن مسعود قال: تحدثنا عند نبي الله - صلى الله عليه وسلم - ذات ليلة حتَّى أكرينا الحديث، ثمّ تراجعنا إلى البيت، فلمّا أصبحنا غدونا إلى نبي الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال نبي الله: "عرضت عليّ الأنبياء الليلة بأتباعها من أمتها، فجعل النبيّ يجيء ومعه الثلاثة من قومه، والنبيّ يجيء ومعه العصابة من قومه، والنبيّ ومعه النفر من قومه، والنبيّ ليس معه من قومه أحط، حتَّى أتى عليَّ موسى بن عمران في كبكبة من بني إسرائيل، فلمّا رأيتهم أعجبوني، فقلت: يا ربّ من هؤلاء؟ قال: هذا أخوك موسى بن عمران.

قال: وإذا ظراب من ظراب مكة قد سدَّ وجوه الرجال، قلت: ربّ من هؤلاء؟ قال: أمتك". قال: "فقيل لي: رضيت". قال: "قلت: ربّ رضيت ربّ رضيت".

<<  <  ج: ص:  >  >>