وفي الباب عن ابن عمر مرفوعًا:"خُيِّرت بين الشّفاعة، أو يدخل نصف أُمّتي الجنّة، فاخترتُ الشّفاعة؛ لأنّها أعمُّ وأكفى، أترونها للمنقين؟ لا، ولكنّها للمتلوّثين الخطّاؤون". قال زياد: أما إنّها لحن، ولكن هكذا حدّثنا الذي حدّثنا.
رواه الإمام أحمد (٥٤٥٢) حدّثنا معمر بن سليمان أبو عبد اللَّه، حدّثنا زياد بن خيثمة، عن علي ابن النّعمان بن قراد، عن رجل، عن عبد اللَّه بن عمر، فذكره.
وعلي بن النعمان بن قراد لم يرو عنه غير زياد بن خيثمة فهو مجهول، وإن كان ابن حبان ذكره في الثقات على قاعدته في ذكر المجاهيل، واعتمده الهيثمي في "المجمع"(١/ ٣٧٨) فوثقه، وشيخه مبهم لا يُعرف من هو؟ .
وقد رُوي هذا الحديث عن أبي موسى الأشعريّ.
رواه ابن ماجه (٤٣١١) من وجه آخر عن زياد بن خيثمة، عن نعيم بن أبي هند، عن ربعي بن خراش، عن أبي موسى الأشعريّ، وفيه:"أترونها للمنقِّين؟ لا، ولكنّها للمذنبين الخطّائين المتلوثين".
وفي رواية أخرى عن ربعي، عن النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، مرسلًا.
ذكر الدّارقطنيّ هذا الحديث في كتابه "العلل" ونقل ابن الجوزي في "العلل المتناهية"(٢/ ٤٣٨) قول الدارقطني: "ليس في الأحاديث شيء صحيح".
فمن لم يتنبَّه لوقوع الاضطراب في هذا الحديث صحّحه.
وقوله:"للمنقين" من التنقية - أي للمطهّرين من الذنوب.
• عن أنس قال: سمعتُ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: "إنّي لأوّلُ النّاس تنشقُّ الأرضُ عن جُمْجُمَتِي يوم القيامة ولا فخر، وأُعْطي لواء الحمد ولا فخر، وأنا سيّد النّاس يوم القيامة ولا فخر، وأنا أوّل من يدخل الجنّة يوم القيامة ولا فخر، وإنّي آتي باب الجنّة فآخذ بِحَلْقَتِها فيقولون: مَنْ هذا فأقول: أنا محمّد. فيفْتَحُون لي فأدخلُ فإذا الجبّار مستقبلي، فأسجدُ له فيقول: ارْفَعْ رَأْسَك يا محمّد، وتَكَلَّمْ يُسْمَعْ منك وقُلْ يُقْبلُ منك، واشْفَع تُشَفَّع. فأرفع رأسي، فأقول: أُمّتي أُمّتي يا ربّ، فيقول: اذْهب إلى أُمَّتك فمن وجدتَ في قلبه مثقال حبّة من شعير من الإيمان فأدخله الجنّة، فأُقْبِلُ فَمَنْ وجدتُ في قلبه ذلك فأُدخِلُهُ الجنّة. فإذا الجبَّار مستقبلي فاسجد له فيقول: ارْفَعْ رَأْسَك يا محمّد، وتَكَلَّمْ يُسْمَعْ منك وقُلْ يُقْبلُ منك، واشْفَع تُشَفَّع. فأرفع رأسي فأقول: أمّتي أمّتي أَيْ رَبِّ فيقول: اذهب إلى أمّتك فمن وجدت في قلبه