وابن السني فيه (٧٥٠) كلهم من طرق، عن محمد بن إسحق عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده فذكره. واللفظ للترمذي.
وقال الترمذي: "هذا حديث حسن غريب".
قلت: في إسناده محمد بن إسحاق هو مدلس وقد عنعن.
وقوله: "علقها في عنقه" فيه نكارة.
وفي الباب أيضا عن محمد بن حبان، عن الوليد بن الوليد أنه قال: يا رسول الله، إني أجد وحشة، قال: "إذا أخذت مضجعك فقل: أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه وعقابه، وشر عباده، ومن همزات الشياطين وأن يحضرون، فإنه لا يضرك، وبالحري أن لا يقربك".
رواه أحمد (١٦٥٧٣)، وابن السني في عمل اليوم والليلة (٦٣٩) كلاهما من حديث محمد بن جعفر، عن شعبة، عن يحيى بن سعيد (هو الأنصاري)، عن محمد بن يحيى بن حبان، عن الوليد ابن الوليد فذكره.
وإسناده منقطع فإن محمد بن يحيى بن حبان لم يسمع من الوليد بن الوليد. قال ابن حجر في نتائج الأفكار (٣/ ١١٢): "محمد بن يحيى من صغار التابعين، وجل روايته عن التابعين، والوليد ابن الوليد مات في حياة النبي - صلى الله عليه وسلم -" اهـ
والوليد بن الوليد هو أخو خالد بن الوليد.
ورواه مالك في الشعر (٩) عن يحيى بن سعيد قال: بلغني أن خالد بن الوليد قال لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إنى أروع في منامي. فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "قل: أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه وعقابه وشر عباده ومن همزات الشياطين وأن يحضرون".
وهذا إسناد ضعيف لجهاله المبيغ، وقد جاء في الإسناد المتقدم أن الذي حدث يحيى بن سعيد الأنصاري هذا الحديث هو محمد بن يحيى بن حبان، وهو من صغار التابعين، وفي هذه الرواية أن القصة وقعت لخالد بن الوليد.
ورواه مسدد في مسنده (٣٣٦٤ - المطالب العالية) من حديث سفيان بن عيينة، عن أيوب بن موسى، عن محمد بن يحيى بن حبان قال: إن خالد بن الوليد كان يؤرق ... فذكره.
وجعل القصة لخالد بن الوليد.
وهذا مرسل وله طرق أخرى عن خالد بن الوليد عند الطبراني في الأوسط والصغير كما في مجمع البحرين (٤٥٧٧ - ٤٥٧٩) وفي كل منهما مقال، ولكن مجموع هذه الأحاديث تدل على أن له أصلا.