همَّه وغمَّه، وأبدله مكانه فرحًا" قالوا: يا رسول الله، أفلا نتعلمهنّ؟ قال: بلى، ينبغي لمن يسمعهنّ أن يتعلمهنّ".
حسن: رواه أحمد (٣٧١٢)، وأبو يعلى (٥٢٩٧)، والطبراني في الكبير (١٠/ ٢٠٩ - ٢١٠)، والبيهقي في الأسماء والصفات (٧)، وصحّحه ابن حبان (٩٧٢)، والحاكم (١/ ٥٠٩) كلهم من طريق فضيل بن مرزوق، قال: حدثنا أبو سلمة الجهني، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن ابن مسعود، فذكره.
والكلام عليه مبسوط في كتاب الإيمان.
وأما ما روي عن أنس بن مالك قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا كربه أمر قال: "يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث". فإسناده ضعيف.
رواه الترمذي (٣٥٣٤)، وابن السني في عمل اليوم والليلة (٣٣٨) كلاهما من طريق شجاع بن الوليد، عن الرحيل بن معاوية أخي زهير بن معاوية، عن يزيد الرقاشي، عن أنس بن مالك فذكره.
ويزيد الرقاشي هو ابن أبان البصري القاص ضعيف.
وكذلك لا يصح ما روي عن ابن مسعود قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا نزل به هم أو غم قال: "يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث".
رواه الحاكم (١/ ٥٠٩) وعنه البيهقي في الدعوات (١٩٠) من طريق النضر بن إسماعيل البجلي، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن ابن مسعود فذكره.
وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد".
وتعقبه الذهبي بقوله: "عبد الرحمن لم يسمع من أبيه، وعبد الرحمن ومن بعده ليسوا بحجة".
قلت: سماع عبد الرحمن بن مسعود من أبيه محل خلاف، وقوله: وعبد الرحمن ومن بعده ليسوا بحجة يعني عبد الرحمن بن إسحاق وهو الواسطي ضعيف باتفاق الحفاظ، والنضر بن إسماعيل البجلي ليس بالقوي.
وقد خولف في إسناده فرواه حفص بن غياث -وهو ثقة- عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن ابن مسعود. أخرج حديثه البيهقي في الأسماء والصفات (٢١٥)، والقاسم بن عبد الرحمن لم يسمع من ابن مسعود.
وقال البيهقي: وهذا مع إرساله أصح.
قلت: مدار الطريقين على عبد الرحمن بن إسحاق وهو الواسطي متفق على ضعفه.
وكذلك لا يصح ما روي عن أبي هريرة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا أهمه الأمر رفع رأسه إلى السماء فقال: "سبحان الله العظيم" وإذا اجتهد في الدعاء قال: "يا حي يا قيوم". فإسناده ضعيف جدا.
رواه الترمذي (٣٤٣٦)، وأبو يعلى (٦٥٤٦) وعنه ابن السني في عمل اليوم والليلة (٣٣٩)،