وفي لفظ أحمد: "وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعلمنا كلمات ندعو بهن في صلاتنا أو قال: في دبر صلاتنا" ثم ذكر الدعاء بنحوه.
وفي إسناده رجل من بني حنظلة كما عند الترمذي أو الحنظلي كما عند أحمد ولا مغايرة بينهما وهو مبهم لا يعرف.
ورواه النسائي (١٣٠٤)، وابن حبان (١٩٧٤) كلاهما من طريق حماد بن سلمة، عن سعيد الجريري، عن أبي العلاء، عن شداد بن أوس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقول في صلاته: "اللهم! إني أسألك ... فذكر الحديث.
وفيه انقطاع أبو العلاء هو يزيد بن عبد الله بن الشخير وبينه وبين شداد بن أوس رجل من بني حنظلة. وحماد بن سلمة ممن روى عن الجريري قبل الاختلاط، وللحديث طرق أخرى لا تخلو من مقال.
• عن عائشة قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "اللهم! أحسنت خَلقي فأحسن خُلقي".
صحيح: رواه أحمد (٢٤٣٩٢)، والبيهقي في الشعب (٨١٨٤، ٨١٨٥) كلاهما من طرق عن عاصم بن سليمان (وهو الأحول)، عن عبد الله بن الحارث، عن عائشة فذكرته.
وإسناده صحيح. وعبد الله بن الحارث هو أبو الوليد الأنصاري البصري.
• عن ابن مسعود أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقول: "اللهم! أحسنت خَلقي فأحسن خُلقي".
حسن: رواه أحمد (٣٨٢٣)، والطيالسي (٣٧٢)، والبيهقي في الشعب (٨١٨٣)، وصحّحه ابن حبان (٩٥٩) كلهم من طرق، عن عاصم بن سليمان الأحول، عن عوسجة بن الرماح، عن عبد الله ابن أبي الهذيل، عن عبد الله بن مسعود فذكره.
وإسناده حسن من أجل عوسجة بن الرماح فإنه حسن الحديث وثقه ابن معين وذكره ابن حبان في الثقات، وأما الدارقطني فقال: شبه المجهول لا يروي عنه غير عاصم لا يحتج به، ولكن يعتبر به.
وروي عن عاصم به موقوفا على ابن مسعود ورواة الرفع أكثر.
ورواه عاصم أيضا عن عبد الله بن الحارث عن عائشة كما تقدم.
فلعل الحديث كان عند عاصم بإسنادين والله أعلم.
وأما ما روي عن عائشة قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا نظر إلى وجهه في المِرآة قال: "الحمد لله، اللهم أحسنت خَلقي فأحسن خُلقي". فإسناده ضعيف جدا.
رواه أبو الشيخ في أخلاق النبي - صلى الله عليه وسلم - (١٤٨) من طريق أبان بن سفيان، عن أبي هلال -والبيهقي في الدعوات (٤٨٩) من طريق مسلمة- كلاهما (أبو هلال، ومسلمة) عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة فذكرته.
وأبان بن سفيان متروك، ومسلمة هو ابن عُلي الخشني متروك أيضا.
ورُوي هذا الدعاء عند النظر في المِرآة من حديث علي بن أبي طالب، وابن عباس وأنس بن