رجل حمل زاده ومزاده على بعير، ثم سار حتى كان بفلاة من الأرض، فأدركته القائلة، فنزل، فقال تحت شجرة، فغلبته عينه، وانسل بعيره، فاستيقظ فسعى شرفا فلم ير شيئا، ثم سعى شرفا ثانيا فلم ير شيئا، ثم سعى شرفا ثالثا فلم ير شيئا، فأقبل حتى أتى مكانه الذي قال فيه، فبينما هو قاعد إذ جاءه بعيره يمشي، حتى وضع خطامه في يده، فلله أشد فرحا بتوبة العبد من هذا حين وجد بعيره على حاله".
صحيح: رواه مسلم في التوبة (٢٧٤٥) عن عبيد الله بن معاذ العنبري، حدثنا أبي، حدثنا أبو يونس، عن سماك، قال: خطب النعمان بن بشير فذكره.
وقال: قال سماك: فزعم الشعبي، أن النعمان رفع هذا الحديث إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأما أنا فلم أسمعه.
قلت: وإن كان مسلم أخرجه موقوفا، لكن قول سماك بأن الشعبي كان يرفعه يقوي جانب الرفع، والقول المشهور عند علماء الحديث أن الحديث إذا لم يكن في مجال الاجتهاد فهو في حكم الرفع. ولذا أخرجه مسلم في صحيحه.
• عن أنس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الله أفرح بتوبة عبده من أحدكم، سقط على بعيره، وقد أضله في أرض فلاة".
متفق عليه: رواه البخاري في الدعوات (٦٣٠٩)، ومسلم في التوبة (٢٧٤٧: ٨) كلاهما من طريق همام، حدثنا قتادة، حدثنا أنس بن مالك فذكره.
واللفظ للبخاري. وفي لفظ مسلم: "إذا استيقظ على بعيره" إلا أن النووي يرى أنه وهم، والصواب ما في صحيح البخاري.
وقوله: "سقط على بعيره" أي وجده من غير بحث وتعب.
• عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لله أشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة، فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه، فأيس منها، فأتى شجرة، فاضطجع في ظلها، قد أيس من راحلته، فبينا هو كذلك إذا هو بها قائمة عنده، فأخذ بخطامها، ثم قال من شدة الفرح: اللهم! أنت عبدي وأنا ربك، أخطأ من شدة الفرح".
صحيح: رواه مسلم في التوبة (٢٧٤٧) من طرق، عن عمر بن يونس، حدثنا عكرمة بن عمار، حدثنا إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، حدثنا أنس بن مالك فذكره.
• عن عبد الله بن مسعود قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "لله أشد فرحا بتوبة عبده المؤمن، من رجل في أرض دوية مهلكة، معه راحلته، عليها طعامه وشرابه، فنام فاستيقظ وقد ذهبت، فطلبها حتى أدركه العطش، ثم قال: أرجع إلى مكاني الذي