رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
صحيح: رواه الطيالسي (٣٨٠) عن زهير بن معاوية -وأحمد (٤٠١٢) من طريق فرات- كلاهما عن عبد الكريم الجزري، عن زياد بن الجراح (وهو ليس بابن أبي مريم) عن عبد الله بن معقل فذكره. والسياق للطيالسي. وإسناده صحيح.
ورواه ابن ماجه (٤٢٥٢)، وأحمد (٣٥٦٨)، والحاكم (٤/ ٢٤٣) كلهم من طريق سفيان بن عيينة، عن عبد الكريم الجزري قال: أخبرني زياد بن أبي مريم، عن عبد الله بن معقل بن مقرن فذكر نحوه.
وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد".
قلت: وهو كما قال، وزياد بن أبي مريم هو الجزري، وثقه العجلي وابن حبان والدارقطني، لكن نص غير واحد من النقاد على أن قوله في هذا الإسناد: "زياد بن أبي مريم" وهمٌ، إنما هو زياد بن الجراح الجزري وهو ثقة أيضًا.
فالإسناد صحيح وهو دائر بين ثقتين.
وأما ما روي عن أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود، عن أبيه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "التائب من الذنب كمن لا ذنب له". فالصواب أن الحديث حديث عبد الله بن معقل عن ابن مسعود.
رواه ابن ماجه (٤٢٥٠)، والطبراني في الكبير (١٠/ ١٨٥)، والبيهقي في الكبرى (١٠/ ١٥٤) كلهم من طريق وهيب بن خالد قال: حدثنا معمر، عن عبد الكريم الجزري، عن أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود، عن أبيه فذكره.
وأبو عبيدة لم يسمع من أبيه، وهذه الرواية وهم، والصواب ما رواه عبد الكريم الجزري، عن زياد، عن عبد الله بن معقل قال: دخلت مع أبي على ابن مسعود كما في الحديث المتقدم، وبه قال أبو حاتم، والدارقطني، والبيهقي، والخطيب. انظر: علل ابن أبي حاتم (١٩١٨)، وعلل الدارقطني (٥/ ٢٩٧)، والموضح لأوهام الجمع والتفريق (١/ ٢٥٨).
وأما لفظ الحديث بقوله: "التائب من الذنب كمن لا ذنب له" فقد روي عن صحابة آخرين منها:
ما روي عن ابن أبي سعد الأنصاري، عن أبيه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "الندم توبة، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له".
رواه الطبراني في الكبير (٢٢/ ٣٠٦) من طريق دحيم، حدثنا ابن أبي فديك، حدثنا يحيى بن أبي خالد، عن ابن أبي سعد الأنصاري، عن أبيه فذكره.
قال أبو حاتم: يحيى بن أبي خالد مجهول، وابن أبي سعد مثله، وهو حديث ضعيف. علل الحديث (١٨٨٩).
وروي الحديث أيضا عن ابن عباس وأنس وغيرهما، وكلها معلولة، ومجموعها يدل على أن له أصلا.