للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حاجتُك؟ ". قال: حاجتي أن تشفع لي يوم القيامة. قال: "ومن دلَّك على هذا؟ ". قال: ربِّي. قال: "إما لا، فأعنّي بكثرة السّجود".

صحيح: رواه الإمام أحمد (١٦٠٧٦) عن عفّان، حدّثنا خالد -يعني الواسطيّ- قال: حدّثنا عمرو بن يحيى الأنصاريّ، عن زياد بن أبي زياد مولى بني مخزوم، عن خادم، فذكره.

وإسناده صحيح. وأورده الهيثميّ في "المجمع" (٢/ ٢٤٩) فقال: "رواه أحمد، ورجاله رجال الصّحيح". والخادم هو ربيعة بن كعب الأسلمي كما مضى.

• عن ربيعة بن كعب، قال: قال لي رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "سَلْني أُعْطِكَ". قلتُ: يا رسولَ اللَّه، أَنْظِرْني أنظر في أمري. قال: "فانظر في أمرك". قال: فنظرتُ، فقلت: إنّ أمر الدّنيا ينقطع، فلا أرى شيئًا خيرًا من شيء آخذُه لنفسي لآخرتي، فدخلتُ على النّبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- فقال: "ما حاجَتُك؟ ". فقلت: يا رسول اللَّه، اشْفَعْ لي إلى ربِّك عزَّ وجلّ، فلْيُعْتقني من النّار، فقال: "مَنْ أمرك بهذا؟ ". فقلت: لا واللَّه يا رسول اللَّه، ما أمرني به أحدٌ، ولكني نظرتُ في أمري، فرأيتُ أنّ الدُّنيا زائلة من أهلها، فأحببتُ أن آخُذ لآخرتي. قال: "فأعنِّي على نفسِك بكثرة السُّجود".

حسن: رواه الإمام أحمد (١٦٥٧٨) عن أبي اليمان، قال: حدّثنا إسماعيل بن عياش، عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن عمرو بن عطاء، عن نعيم بن مجمرة، عن ربيعة وفيه إسماعيل بن عياش وهو ضعف في روايته عن غير أهل بلده، وهذا منها، ولكنه تابع.

ومحمد بن إسحاق مدلّس، إلّا أنه صرَّحَ بالتحديث في الرواية التالية.

وهي ما رواه الإمام أحمد (١٦٥٧٩) عن يعقوب، حدّثنا أبي، عن ابن إسحاق، قال: حدّثني محمد بن عمرو بن عطاء، عن نعيم بن مجمّر، عن ربيعة بن كعب قال: كنت أخدم رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وأقوم له في حوائجه نهاري أجمع حتى يصلي رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- العشاء الآخرة، فأجلسُ ببابه إذا دخل بيته أقول: لعلَّها أن تحدث لرسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- حاجةٌ. فما أزال أسمعُه يقول رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "سبحان اللَّه سبحان اللَّه، سبحان اللَّه وبحمده". حتى أَملَّ، فارْجِعَ أو تغلبني عيني فأرقد. قال: فقال لي يومًا لما يرى من خِفّتي له وخدمتي إيّاه: "سَلْني يا ربيعةُ أُعْطِكَ". قال: فقلت: أنظر في أمري يا رسول اللَّه ثم أعلمك ذلك. قال: ففكّرت في نفسي، فعرفتُ أنّ الدُّنيا منقطعة زائلة، وأنَّ لي فيها رزقًا سيكفيني ويأتيني. قال: فقلت: أسأل رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- لآخرتي فإنه من اللَّه عز وجل بالمنزل الذي هو به قال: فجئت. فقال: "ما فعلتَ يا ربيعةُ؟ ". قال: فقلت: نعم يا رسول اللَّه أسألُك أن تشفع لي إلى ربِّك فيعتقني من النّار. قال: فقال: "مَنْ أمرك بهذا يا ربيعة؟ ". قال: فقلت: لا واللَّه الذي بعثك بالحقّ ما أمرني به أحدٌ، ولكنّك لما قلتَ: "سَلْنِي أُعْطِك". وكنتَ من اللَّه بالمنزل

<<  <  ج: ص:  >  >>