واللّفظ للترمذي والحاكم، والباقون اقتصروا على الشرط الأول.
وقال الحاكم: "صحيح على شرط الشّيخين"
وأمّا الترمذيّ فحسّنه لأن في إسناده وإسناد الحاكم عمرو بن عاصم، وهو وإن كان من رجال الجماعة ولكن في حفظه شيء، ولذا حسّنه الترمذيّ وقال الحاكم: على شرط الشّيخين إِلَّا أنه توبع عند الآخرين.
ورواه ابن ماجه (٣٤٨٦) من وجه آخر عن النهاس بن قهم، عن أنس بن مالك فذكر مثله وزاد فيه: ولا يَتَبيَّغْ بأحدكم الدمُ فيقتلَه.
والنهّاس -بتشديد الهاء- بن قهم القيسي أبو الخطّاب البصري ضعيف عند جمهور أهل العلم. وقوله: "يتبيّغ" أي لا يفور الدم ومنه تبيغ الماء إذا تردّد وتحيّر في مجراها.
وفي معناه ما رُوي عن ابن عباس قال: احتجم النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - في الأخدعين بين الكتفين. رواه أحمد (٢٠٩١)، والطَّبرانيّ في الكبير (١٢/ ٩٥) كلاهما من طريق سفيان الثوري، عن جابر، عن عامر الشعبي، عن ابن عباس فذكره.
وجابر هو ابن يزيد الجعفي الكوفي ضعيف باتفاق أهل العلم، وقال الجوزجاني: كذاب.
والأخدعان: هما عرقان في جانبي العنق.
• عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من احتجم لسبع عشرة، وتسع عشرة، وإحدى وعشرين، كان شفاء من كل داء".
حسن: رواه أبو داود (٣٨٦١)، وصحّحه الحاكم (٤/ ٢١٠) كلاهما من حديث أبي توبة الربيع ابن نافع، حَدَّثَنَا سعيد بن عبد الرحمن الجمحي، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة فذكره. واللّفظ لأبي داود واقتصر الحاكم على ذكر السابع عشر.
وإسناده حسن من أجل سعيد بن عبد الرحمن الجمحي فإنه حسن الحديث إِلَّا أن الساجي قال: يرُوي عن هشام وسهيل أحاديث لا يتابع عليها.
ولم أقف على من قال بذلك غير الساجي.
وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط مسلم".
وفي معناه ما رُوي عن ابن عباس، عن النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "خير يوم تحتجمون فيه: سبع عشرة، وتسع عشرة، وإحدى وعشرين" وقال: "وما مررت بملأ من الملائكة ليلة أسري بي إِلَّا قالوا: عليك بالحجامة يا محمد".
رواه أحمد (٣٣١٦) -واللّفظ له-، والتِّرمذيّ (٢٠٥٣)، وابن ماجه (٣٤٧٧)، والحاكم (٤/ ٢٠٩، ٤٠٩) كلّهم من طريق عباد بن منصور، عن عكرمة، عن ابن عباس فذكره.
قال الترمذيّ: "حسن غريب، لا نعرفه إِلَّا من حديث عباد بن منصور".