فلا تدخلها".
قال: قلت عمن؟ قالوا: عن عامر بن سعد يحدث به قال: فأتيته فقالوا: غائب قال: فلقيت أخاه إبراهيم بن سعد فسألته، فقال: شهدت أسامة يحدث سعدا قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن هذا الوجع رجز أو عذاب أو بقية عذاب، عذب به أناس من قبلكم، فإذا كان بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا منها، وإذا بلغكم أنه بأرض فلا تدخلوها".
قال حبيب: فقلت لإبراهيم: أنت سمعت أسامة يحدث سعدا وهو لا ينكر؟ قال: نعم، والسياق لمسلم، وليس عند البخاريّ القصة.
• عن سعد بن أبي وقَّاص، قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إذا كان الطاعون بأرض وأنتم بها، فلا تفروا منها، وإذا كان بأرض فلا تهبطوا عليها".
حسن: رواه الطحاويّ في شرح المعاني (٦٩٩٩) عن محمد بن خزيمة، قال: ثنا مسدد، قال: ثنا يحيى، عن هشام، عن يحيى بن أبي كثير، عن الحضرميّ، عن سعيد بن المسيب، عن سعد بن أبي وقَّاص فذكره.
وإسناده حسن من أجل الحضرمي وهو ابن لاحق فإنه حسن الحديث.
ورواه أحمد (١٥٥٤) من وجه آخر عن يحيى بن أبي كثير بإسناده بزيادة "الطيرة" وهو مخرج في محله.
ومعنى الحديث: أن الأرض التي فيها الطاعون مُنِعَ من الخروج منها؛ لأنه إذا خرج منها وسلِمَ يقول: لو أقمت في تلك الأرض لأصابني ما أصاب أهلَها، وكذا مُنِعَ من الدخول في الأرض التي فيها الطاعون فأصابه فقال: لولا أني قدمتُ ما أصابني هذا الوجعُ، وهذا كله منافٍ للإيمان بالقدر ولذا جاء هذا الحكم.
• عن أسامة بن شريك، قال: خرجنا في اثني عشر من بني ثعلبة، فبلغنا أن أبا موسي نزل منزلا، فأتيناه فسمعناه يحدث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "اللَّهُمَّ! اجعل فناء أمتي بالطعن والطاعون" قلنا: هذا الطعن قد عرفناه، فما الطاعون؟ قال: "وخز أعدائكم من الجن، وفي كل شهداء".
حسن: رواه أحمد (١٩٧٤٤)، والبيهقي في دلائل النبوة (٦/ ٣٨٤) -واللّفظ له- كلاهما من حديث يحيى بن أبي بكير (وهو الكرماني)، قال: حَدَّثَنَا أبو بكر النهشلي، قال: حَدَّثَنَا زياد بن عِلاقة، عن أسامة بن شريك فذكره.
وإسناده حسن من أجل أبي بكر النهشلي؛ فإنه حسن الحديث.
وقد اختلف في إسناده والذي ذكرته هو أمثلها. وكذا ذهب أيضًا ابن حجر في بذل الماعون