في الجرح والتعديل ولم يذكر فيه شيئًا، وهو من رجال التعجيل (٥٠٥)، ولما قال الحسيني: "ليس بالمشهور" تعقبه الحافظ فقال: "بل معروف" وأطال في ذكره، والخلاصة أنه حسن الحديث.
وأورده الهيثميّ في "المجمع" (١٠/ ٤١٤) وقال: "رواه الطّبرانيّ في "الأوسط" واللّفظ له، وفي "الكبير"، وأحمد باختصار عنهما وفيه عامر بن زيد البكاليّ، وقد ذكره ابن أبي حاتم ولم يجرحه ولم يوثقه، وبقية رجاله ثقات".
وقوله: "بكراع" أي بطرف من ماء الجنّة.
قال في النهاية: "وفي حديث الحوض: "فبدأ اللَّه بكراع" أي طرف من ماء الجنّة، فشبّه بالكراع لقلته وأنه كالكراع من الدَّابة".
وفي الباب أيضًا ما رُوي مرسلًا عن الحسن، قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-:
"يشفع عثمان بن عفّان يوم القيامة في مثل ربيعة ومضر".
رواه الترمذيّ (٢٤٣٩)، والآجريّ في الشريعة (٨١٨) كلاهما من حديث جسر أبي جعفر، عن الحسن، فذكره.
وهو مع إرساله ضعيف؛ لأنّ جسرًا وهو ابن فرقد القصّاب أبو جعفر، وقيل: جسر بن الحسن اليمامي ولكن كنيته أبو عثمان، كلاهما في طبقة واحدة يرويان عن الحسن إِلَّا أن الأوّل ضعيف، والثاني صدوق، والغالب أنه الأوّل لأنه يكنى بأبي جعفر.
ولكن رواه الإمام أحمد في الزهد (٦٧١)، والحاكم (٣/ ٤٠٥) كلاهما من وجهين مختلفين عن الحسن، فذكر مثله.
قال الحسن كما في الزهد: "كانوا يرونه عثمان بن عفان أو أويس القرنيّ".
وفي المستدرك: قال أبو بكر بن عياش: "فقلت لرجل من قومه: أويس بأي شيء بلغ هذا؟ قال: فضل اللَّه يؤتيه من يشاء".
وفي الباب ما رُوي عن الحارث بن أُقيش مرفوعًا: "إنّ من أمّتي مَنْ يدخلُ الجنّة بشفاعته أكثر من مضر، وإنّ من أمّتي من يعظم للنار حتى يكون أحدَ زواياها". وفيه عبد اللَّه بن قيس النخعيّ مجهول.
رواه ابن ماجه (٣٢٣) عن أبي بكر بن أبي شيبة، قال: حدّثنا عبد الرحيم بن سليمان، عن داود بن أبي هند، قال: حدّثنا عبد اللَّه بن قيس، قال: كنت عند أبي بردة، ذات ليلة، فدخل علينا الحارث بن أقيش، فحدثنا الحارث ليلتئذ أن رسول اللَّه قال (فذكر الحديث).
وأخرجه الإمام أحمد (١٧٨٥٨)، وابن خزيمة في كتاب التوحيد (٦٢١)، والحاكم في المستدرك (١/ ٧١) وقال: "صحيح على شرط مسلم". والحافظ ابن حجر في الإصابة في ترجمة الحارث بن أقيش (١/ ٢٧٣) وقال: "أخرج ابن ماجه حديثه في الشّفاعة بسند صحيح". وله حديث آخر فيمن مات له ثلاثة من الولد.