وقوله:"البطلة"، أي: السحرة كما قال معاوية، وسموا بطلة لأن ما يأتون به باطل.
• عن بريدة بن حصيب قال: كنت جالسًا عند النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فسمعته يقول:"تعلّموا سورة البقرة، فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا يستطيعها البطلة". قال: ثم سكت ساعة، ثم قال:"تعلموا سورة البقرة وآل عمران، فإنهما الزهراوان يظلان صاحبهما يوم القيامة كأنهما غمامتان، أو غيايتان، أو فرقان من طير صواف، وإن القرآن يلقى صاحبه يوم القيامة حين ينشق عنه قبره كالرجل الشاحب، فيقول له: هل تعرفني؟ فيقول: ما أعرفك، فيقول: أنا صاحبك القرآن الذي أظمأتك في الهواجر، وأسهرت ليلك، وإن كل تاجر من وراء تجارته، وإنك اليوم من وراء كل تجارة، فيعطى الملك بيمينه، والخلد بشماله، ويوضع على رأسه تاج الوقار، ويكسى والداه حلتين لا يقوم لهما أهل الدنيا، فيقولان: بم كسينا هذا؟ فيقال: بأخذ ولدكما القرآن. ثم يقال له: اقرأ، واصعد في درج الجنة وغرفها، فهو في صعود ما دام يقرأ، هذًّا كان، أو ترتيلا".
حسن: رواه أحمد (٢٢٩٥٠) والبزار -كشف الأستار- (٢٣٠٢)، والدارمي (٣٤٣٥) والحاكم (١/ ٥٦٠) كلهم من حديث بشير بن المهاجر، حدثني عبد اللَّه بن بريدة، عن أبيه فذكره. واللفظ لأحمد، وهو عند ابن ماجه (٣٧٨١) بلفظ مختصر جدًّا.
قال الحاكم:"صحيح على شرط مسلم".
قلت: وهو كذلك إلا أن بشير بن المهاجر مختلف فيه غير أنه حسن الحديث إذا لم يخالف ولم يأت بما ينكر عليه.
وهذا الحديث ليس فيه ما ينكر عليه لوجود شواهد له، وقد حسّنه ابن حجر في المطالب (٣٤٧٨).
قال البزّار: معناه: يجيء ثوابها كما ورد أن اللقمة لتجيء مثل أحد، وقال: ظل المؤمن صدقته، هذا كله على ثوابه.
• عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "اقرؤوا الزهراوين، اقرؤوا البقرة وآل عمران، فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان، أو فرقان من طير صواف".
حسن: رواه البزّار -كشف الأستار- (٢٣٠٣) عن أحمد بن منصور، حدّثنا عبد اللَّه بن صالح أبو صالح، أخبرنا الليث، عن سعيد، عن أبي هريرة فذكره.
وإسناده حسن من أجل عبد اللَّه بن صالح؛ فإنه مختلف فيه غير أنه حسن الحديث في الشواهد.