والحاكم (٢/ ٢٦٩) كلهم من طرق عن سماك بن حرب، عن عكرمة، عن ابن عباس فذكره.
ومن هذه الطرق طريقُ سفيان الثوري، عن سماك.
قال الترمذيّ: "حسن صحيح". وقال الحاكم: "صحيح الإسناد".
قلت: إسناده حسن من أجل رواية سفيان الثوري عن سماك، فإنه روى عنه قديمًا، ورواية من روى عنه قديمًا مستقيمة.
• عن ابن عمر قال: بينا الناس يصلون الصبح في مسجد قباءإذ جاء جاءٍ فقال: أنزل اللَّه على النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قرآنا أن يستقبل الكعبة، فاستقبلوها فتوجهوا إلى الكعبة.
متفق عليه: رواه البخاريّ في التفسير (٤٤٨٨) ومسلم في المساجد (٥٢٥) كلاهما من حديث عبد اللَّه بن دينار، عن ابن عمر فذكره واللفظ للبخاري.
• عن أنس أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- كان يصلي نحو بيت المقدس فنزلت: {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ (١٤٤)} فمرّ رجل من بني سلمة، وهم ركوع في صلاه الفجر، وقد صلّوا ركعة فنادى: ألا إن القبلة قد حوّلت، فمالوا كما هو نحو القبلة.
صحيح: رواه مسلم في المساجد (٥٢٧) عن أبي بكر بن أبي شيبة، حدّثنا عفان، حدّثنا حماد ابن سلمة، عن ثابت، عن أنس فذكره.
ورواه البخاريّ (٤٤٨٩) بإسناده عن أنس قال: لم يبق ممن صلى القبلتين غيري.
وقوله تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا}.
• عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "يدعى نوح يوم القيامة، فيقول: لبيك وسعديك يا ربّ، فيقول: هل بلغت؟ فيقول: نعم فيقال لأمته: هل بلغكم؟ فيقولون: ما أتانا من نذير، فيقول: من يشهد لك؟ فيقول: محمد وأمته، فيشهدون أنه قد بلّغ، ويكون الرسول عليكم شهيدا، فذلك قوله جل ذكره: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا}. الوسط العدل".
صحيح: رواه البخاريّ في التفسير (٤٤٨٧) عن يوسف بن راشد، حدّثنا جرير، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد فذكره.
ورواه أيضًا في الاعتصام (٧٣٤٩) عن إسحاق بن منصور، حدّثنا أبو أسامة، حدّثنا الأعمش، حدّثنا أبو صالح، عن أبي سعيد الخدري مختصرًا.
وفي رواية أبي أسامة التصريح بالتحديث من الأعمش والبخاري رحمه اللَّه تعالى أحيانًا يأتي