للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال: فقال: "ما تقولون في السرقة؟ " قالوا: حرَّمه اللَّه ورسوله، فهو حرام إلى يوم القيامة. قال: "لأن يسرق الرجل من عشرة أبيات أيسر عليه من أن يسرق من جاره".

حسن: رواه أحمد (٢٣٨٥٤) والبخاري في الأدب المفرد (١٠٣) والطبراني في الكبير (٢٠/ ٢٥٦ - ٢٥٧) كلهم من طريق محمد بن فضيل بن غزوان، حدّثنا محمد بن سعد الأنصاري، قال: سمعت أبا ظبية الكلاعي، يقول: سمعت المقداد بن الأسود، يقول: فذكره.

وإسناده حسن فإن رجال الإسناد كلهم حسن الحديث.

وقال الحافظ ابن حجر في أبي ظبية الكلاعي بأنه "مقبول" ولكن وثّقه ابن معين والدارمي، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال الدارقطني: "ليس به بأس"، فأقل أحواله أنه في درجة الصدوق، فيُحَسَّن حديثه.

وقوله: {وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ} عن علي وابن مسعود: هي المرأة.

وعن ابن عباس: هو الرفيق في السفر، أي: الذي يكون في جنبه.

قلت: والصاحب هذا يشمل الرجل والمرأة، في السفر والحضر، فعلى صاحبه لصاحبه حقوق كثيرة، ومن جملة الحقوق أن يحب له ما يحب لنفسه، ويكره له ما يكره لنفسه.

وقوله: {وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} أي الأرقاء، يعني: الإحسان إليهم.

• عن المعرور بن سويد قال: لقيت أبا ذر بالربذة، وعليه حُلَّة، وعلى غلامه حُلَّة، فسألته عن ذلك فقال: إني ساببت رجلا، فعَيَّرته بأمه، فقال لي النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "يا أبا ذر! أعَيَّرته بأمه؟ إنك امرؤ فيك جاهلية، إخوانكم خولكم، جعلهم اللَّه تحت أيديكم، فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل، وَلْيُلْبسه مما يلبس، ولا تكلِّفوهم ما يغلبهم، فإن كلَّفتموهم فأعينوهم".

متفق عليه: رواه البخاريّ في الإيمان (٣٠) ومسلم في الإيمان (١٦٦١: ٤٠) كلاهما من حديث شعبة، عن واصل الأحدب، عن المعرور، فذكره، واللفظ للبخاري.

قوله: "خولكم" أي: خدمكم.

وقوله: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا (٣٦)}

• عن مطرف قال: كان يبلغني عن أبي ذر حديث كنت أشتهي لقاءه، فلقيته فقلت: يا أبا ذر بلغني أنك تزعم أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- حدَّثكم أن اللَّه يحب ثلاثة، ويبغض ثلاثة، قال: أجل، فلا أخالُك، أكذب علي خليلي ثلاثًا؟ قلت: من الثلاثة الذي يبغض؟ قال: المختال الفخور، أو ليس تجدونه عندكم في كتاب اللَّه المنزل، ثم قرأ الآية: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا (٣٦)} قلت: ومن؟ قال: المختال المنان.

<<  <  ج: ص:  >  >>