والحكم لحديث سفيان الثوري، فإنه أحفظ من كل من رواه عن عطاء بن السائب" انتهى.
قلت: بعض الرواة قالوا: إن الإمام كان عليا، وبعض الرواة قالوا: قدموا فلانًا، هكذا مبهما، والصحيح كما قال الحاكم: إن الإمام كان عبد الرحمن بن عوف.
ثم نزل تحريم الخمر.
• عن سعد بن أبي وقاص قال: أُنْزِلت فيَّ أربع آيات، فذكر منها، قال: وأتيتُ على نفر من الأنصار والمهاجرين، فقالوا: تعال نطعمك ونسقيك خمرا، وذلك قبل أن تحرم الخمر، قال: فأتيتهم في حش -والحش: البستان-، فإذا رأس جزور مشوي عندهم، وزِقٍّ من خمر، قال: فأكلت وشربت معهم، قال: فذكرت الأنصار والمهاجرين عندهم، فقلت: المهاجرون خيرٌ من الأنصار، قال: فأخذ رجل أحد لحيي الرأس، فضربني به فجرح بأنفي، فأتيت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فأخبرته، فأنزل اللَّه عز وجل فيّ -يعني نفسه- شأن الخمر:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ}.
صحيح: رواه مسلم في فضائل الصحابة (١٧٤٨: ٤٣) من طرق عن الحسن بن موسى، حدّثنا زهير، حدّثنا سماك بن حرب، حدثني مصعب بن سعد، عن أبيه، أنه قال: فذكره في حديث طويل.
• عن عمر بن الخطاب قال: لما نزل تحريم الخمر قال عمر: اللهمّ بَيِّنْ لنا في الخمر بيانًا شفاء، فنزلت الآية التي في البقرة:{يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ}[البقرة: ٢١٩] الآية، قال: فدعي عمر، فقرئت عليهن قال: اللهمّ بَيِّنْ لنا في الخمر بيانًا شفاء، فنزلت الآية التي في النساء:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى}[النساء: ٤٣] فكان منادي رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- إذا أقيمت الصلاة ينادي: ألا لا يقربَنَّ الصلاة سكرانٌ، فدعي عمر، فقرئت عليه، فقال: اللَّهمّ بَيِّنْ لنا في الخمر بيانًا شفاء، فنزلت هذه الآية:{فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ}[المائدة: ٩١] قال عمر: انتهينا.
صحيح: رواه أبو داود (٣٦٦٩) والترمذي (٣٠٣٩) والنسائي (٥٥٤٠) وأحمد (٣٧٨) وصحّحه الحاكم (٤/ ١٤٣) كلهم من طرق عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أبي ميسرة، عن عمر بن الخطاب، فذكره. وإسناده صحيح.
ولكن قال الترمذيّ: "وقد روي هذا الحديث عن إسرائيل مرسلًا، وقال: حدّثنا محمد بن العلاء، قال: حدّثنا وكيع، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أبي ميسرة (وهو عمرو بن شرحيل) أن عمر بن الخطاب قال: اللَّهم بَيِّنْ لنا في الخمر بيان شفاء، فذكره. ثم قال:"وهذا أصح من حديث محمد بن يوسف". انتهى.