للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ذلك على المؤمنين.

وقوله: {إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ} عائد على ما ذكر من {وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ} فإن كانت فيها روح فذكي فكلوه.

وقد قال غير واحد من أهل العلم من الصحابة والتابعين ومن بعدهم بأن المذكاة متى تحركت بحركة تدل على بقاء الحياة فيها بعد الذبح فهي حلال.

• عن أبي أمامة -صدي بن عجلان- قال: بعثني رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- إلى قومي، أدعوهم إلى اللَّه ورسوله، وأعرض عليهم شرائع الإسلام، فأتيتهم، فبينا نحن كذلك، إذ جاؤوا بقصعة من دم، فاجتمعوا عليها يأكلونها. قالوا: هلمّ، يا صُدي! فكُل. قال: قلت: ويحكم! إنما أتيتكم من عند محرِّم هذا عليكم. وأنزل اللَّه عليه. قالوا: وما ذاك؟ . قال: فتلوتُ عليهم هذه الآية {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ}.

حسن: رواه ابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير، والطبراني في الكبير (٨/ ٢٧٩) والحاكم (٣/ ٦٤١ - ٦٤٢)، والبيهقي في الدلائل (٦/ ١٢٦) كلهم من حديث أبي غالب، عن أبي أمامة فذكره.

وأبو غالب مختلف فيه، غير أنه حسن الحديث.

وقوله: {وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ} الأزلام: واحدها زُلَم. وقد تُفتح الزاي. فيقال: "زَلَمَ". وكانت العرب في جاهليتها يتعاطون ذلك. وهي عبارة عن قداح ثلاثة، على أحدها مكتوب "افعل"، وعلى الآخر "لا تفعل"، والثالث غُفْل ليس عليه شيء. فإن خرج السهم الآمر فعله، فإن خرج السهم الناهي تركه، وإذا خرج السهم الفارغ أعاد الاستقسام.

والاستقسام: مأخوذ من طلب القسم من هذه الأزلام وكان من أعظم أصنام قريش صنم يقال له: "هُبَل". وكان في داخل الكعبة، توضع الهدايا وأموال الكعبة عنده، وكان عنده سبعة أزلام.

وقد صوروا إبراهيم وإسماعيل في الكعبة ووضعوا في أيديهما الأزلام كما ثبت في الصحيح.

• عن ابن عباس أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- لما قدم مكة، أبى أن يدخل البيت، وفيه الآلهة، فأمر بها فأخرجتْ، فأخرج صورة إبراهيم وإسماعيل في أيديهما من الأزلام. فقال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "قاتلهم اللَّه لقد علموا ما استقسما بها قط".

صحيح: رواه البخاريّ في المغازي (٤٢٨٨)، عن إسحاق، حدّثنا عبد الصمد قال: حدثني أبي، حدثني أيوب، عن عكرمة، عن ابن عباس فذكره.

وأما ما جاء في صحيح البخاري (٣٩٠٥) أنّ سراقة بن مالك بن جعشم لما خرج في طلب النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وأبي بكر وهما ذاهبان إلى المدينة مهاجرين. قال: "فاستقسمت بالأزلام، هل أضرهم أم لا؟ فخرج الذي أكره (لا تضرهم). قال: فعصيت الأزلام واتبعتهم، ثم إنّه استقسم بها ثانية

<<  <  ج: ص:  >  >>