محمد -صلى اللَّه عليه وسلم- كاتما شيئًا مما أنزل عليه، لكتم هذه الآية: {وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا} [سورة الأحزاب: ٣٧].
متفق عليه: رواه البخاريّ في التفسير (٤٦١٢)، عن محمد بن يوسف، حدّثنا سفيان، عن إسماعيل (وهو ابن أبي خالد)، عن الشعبي، عن مسروق، عن عائشة فذكرته. ورواه مسلم في الإيمان (١٧٧: ٢٨٧)، عن زهير بن حرب عن إسماعيل بن إبراهيم (وهو ابن علية)، عن دواد (وهو ابن أبي هند)، عن الشعبي به. ثم قال مسلم (١٧٧: ٢٨٨)، وحدثنا محمد بن المثنى، حدّثنا عبد الوهاب (وهو الثقفي)، حدّثنا داود بهذا الإسناد نحو حديث ابن علية، وزاد: . . . . فذكر الزيادة المذكورة.
ونحوها عند البخاري من وجه آخر كما في الحديث الآتي:
• عن أنس قال: جاء زيد بن حارثة يشكو، فجعل النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: "اتق اللَّه وأمسك عليك زوجك". قالت عائشة: لو كان رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- كاتما شيئًا، لكتم هذه الآية.
صحيح: رواه البخاريّ في التوحيد (٧٤٢٠) عن أحمد (يعني ابن سيار المروزي)، حدّثنا محمد بن أبي بكر المقدمي، حدّثنا حماد بن زيد، عن ثابت، عن أنس فذكره.
• عن أبي جحيفة قال: قلت لعلي بن أبي طالب: هل عندكم كتاب؟ قال: لا إلا كتاب اللَّه، أو فهم أعطيه رجل مسلم، أو ما في هذه الصحيفة. قال: قلت: فما في هذه الصحيفة؟ قال: العقل وفكاك الأسير، ولا يقتل مسلم بكافر.
صحيح: رواه البخاريّ في العلم (١١١)، عن محمد بن سلام قال: أخبرنا وكيع، عن سفيان، عن مطرف، عن الشعبي، عن أبي جحيفة قال: فذكره.
• عن عنترة بن عبد الرحمن قال: كنت عند ابن عباس فجاءه رجل فقال له: إنّ ناسا يأتونا، فيخبرونا أن عندكم شيئًا لم يُبده رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- للناس؟ فقال: ألم تعلم أن اللَّه تعالى قال: {يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ}. واللَّه ما ورثنا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- سوداء في بيضاء.
حسن: رواه ابن أبي حاتم في تفسيره -كما في تفسير ابن كثير (٣/ ١٥٠) - عن أحمد بن منصور الرمادي، حدّثنا سعيد بن سليمان، حدّثنا عباد، عن هارون بن عنترة، عن أبيه فذكره.
وإسناده حسن من أجل هارون بن عنتره فإنه حسن الحديث.
وقال ابن كثير: "هذا إسناد جيد".