قوله:{مِنْ قُوَّةٍ} أي من الآلات التي تساعد على حرب العدو، ومن أهمها الرمي في القديم، والطائرات القاذفات في العصر الحديث.
• عن عقبة بن عامر قال: سمعت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وهو على المنبر يقول:{وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ}"ألا إن القوة الرمي، ألا إن القوة الرمي، ألا إن القوة الرمي".
صحيح: رواه مسلم في الإمارة (١٩١٧) عن هارون بن معروف، أخبرنا ابن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث، عن أبي علي ثمامة بن شفي، أنه سمع عقبة بن عامر يقول: فذكره.
وقوله:{وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ}
• عن أبي هريرة أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال:"الخيل لرجل أجر، ولرجل ستر، وعلى رجل وزر، فأما الذي له أجر، فرجل ربطها في سبيل اللَّه، فأطال لها في مرج أو روضة فما أصابت في طيلها ذلك من المرج أو الروضة، كان له حسنات، ولو أنها قطعت طيلها ذلك، فاستنت شرفا أو شرفين، كانت آثارها وأرواثها حسنات له، ولو أنها مرت بنهر، فشربت منه ولم يرد أن يسقي به، كان ذلك حسنات له، فهي له أجر. ورجل ربطها تغنيا وتعففا، ولم ينس حق اللَّه في رقابها ولا ظهورها، فهي لذلك ستر. ورجل ربطها فخرا ورياء ونواء لأهل الإسلام، فهي على ذلك وزر" وسئل رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- عن الحمر، فقال:"لم ينزل علي فيها شيء إلا هذه الآية الجامعة الفاذة {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (٧) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (٨)} [سورة الزلزلة: ٧ - ٨].
متفق عليه: رواه مالك في الجهاد (٩٧٥)، عن زيد بن أسلم، عن أبي صالح السمان، عن أبي هريرة، فذكره.
ورواه البخاريّ في المساقاة (٢٣٧١) من طريق مالك به. ورواه مسلم في الزكاة (٩٨٧) من وجه آخر عن زيد بن أسلم به في حديث طويل.
• عن عروة البارقي أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة: الأجر والمغنم".
متفق عليه: رواه البخاريّ في الجهاد والسير (٢٨٥٢)، ومسلم في الإمارة (١٨٧٣) كلاهما من حديث زكريا، عن عامر، حدّثنا عروة البارقي، فذكره.
في الحديث إشارة واضحة إلى أن الخيل لا يستغنى عنها في القتال إلى يوم القيامة، وإن استغني عنها في فترة زمنية، ثم تعود الحاجة إليها قبل يوم القيامة. ويؤكد ذلك كما جاء في الصحيح: