الخراط، قال: سمعت أبا سلمة بن عبد الرحمن، قال: فذكره.
• عن سهل بن سعد قال: اختلف رجلان على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المسجد الذي أسِّس على التقوى، فقال أحدهما: "هو مسجد الرسول"، وقال الآخر: "هو مسجد قباء"، فأتيا النبي - صلى الله عليه وسلم -، فسألاه، فقال: "هو مسجدي هذا".
حسن: رواه أحمد (٢٢٨٠٥)، وابن حبان (١٦٠٤)، والطبراني في الكبير (٦/ ٢٥٤) كلهم من حديث وكيع، حدثنا ربيعة بن عثمان التيمي، حدثني عمران بن أبي أنس، عن سهل بن سعد قال: فذكره.
وإسناده حسن من أجل ربيعة بن عثمان التيمي فإنه حسن الحديث.
والجمع بينهما ممكن بأن يقال: إن المسجد الذي أسّس على التقوى - إذا قيّد بالأولية - فهو مسجد قباء؛ لأنه بني قبل مسجد المدينة ببضعة عشر يوما. وإذا أطلق المسجد الذي أسس على التقوى فهو مسجد المدينة.
وقد ذهب إلى الجمع بهذا أو نحوه كثير من أهل العلم.
قوله: {فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ}.
روي عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "نزلت في أهل قباء {فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ} قال: كانوا يستنجون بالماء؛ فنزلت فيهم هذه الآية".
رواه أبو داود (٤٤)، والترمذي (٣١٠٠)، وابن ماجه (٣٥٧) كلهم من طريق معاوية بن هشام، عن يونس بن الحارث، عن إبراهيم بن أبي ميمونة، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، فذكر الحديث.
قال الترمذي: "غريب من هذا الوجه".
قلت: فيه علتان: يونس بن الحارث الثقفي الطائفي ضعيف. وإبراهيم بن أبي ميمونة مجهول الحال. انظر للمزيد: "المنة الكبرى" (١/ ٩١).
وروي عن عويم بن ساعدة الأنصاري أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أتاهم في مسجد قُباء، فقال: "إن الله تبارك وتعالى قد أحسن عليكم الثناء في الطهور في قصة مسجدكم، فما هذا الطهور الذي تطهرون به؟ " قالوا: والله يا رسول الله! ما نعلم شيئا إلا أنه كان لنا جيران من اليهود، فكانوا يغسلون أدبارهم من الغائط، فغسلنا كما غسلوا.
رواه أحمد (١٥٤٨٥)، وابن خزيمة (٨٣)، والطبراني في الكبير (١٧/ ٣٤٨)، والحاكم (١/ ١٥٥) كلهم من طريق أبي أويس، ثنا شرحبيل، عن عُويم بن ساعدة فذكره.
قال الهيثمي في المجمع (١/ ٢١٢): "رواه أحمد والطبراني في الثلاثة، وفيه شرحبيل بن سعد، ضعّفه مالك، وابن معين، وأبو زرعة، ووثّقه ابن حبان".
قلت: أبو أويس هو: عبد الله بن عبد الله بن أويس بن مالك، قريب مالك وصهره، مختلف