وأنزل الله تعالى في أبي طالب، فقال لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} [سورة القصص: ٥٦].
متفق عليه: رواه البخاري في التفسير (٤٦٧٥)، ومسلم في الإيمان (٢٤) كلاهما من طريق ابن شهاب، قال: أخبرني سعيد بن المسيب، عن أبيه فذكره. واللفظ لمسلم ولفظ البخاري مختصر.
• عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعمّه عند الموت: "قل لا إله إلا الله، أشهد لك بها يوم القيامة"، قال: لولا أن تُعيّرني قريشٌ يقولون: إنما حمله على ذلك الجزعُ لأقررتُ بها عينيك، فأنزل الله تعالى: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (٥٦)} [القصص: ٥٦].
صحيح: رواه مسلم في الإيمان (٢٥: ٤٢) عن محمد بن حاتم بن ميمون، حدثنا يحيى بن سعيد، حدثنا يزيد بن كيسان، عن أبي حازم الأشجعي، عن أبي هريرة قال: فذكره.
• عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "استأذنت ربي أن أستغفر لأمي فلم يأذن لي، واستأذنته أن أزور قبرها، فأذن لي".
صحيح: رواه مسلم في الجنائز (٩٧٦) من طرق عن مروان بن معاوية، عن يزيد بن كيسان، عن أبي حازم، عن أبي هريرة، قال: فذكره.
• عن عبد الله بن عباس قال: كانوا يستغفرون لهم حتى نزلت هذه الآية، فلما نزلت أمسكوا عن الاستغفار لأمواتهم، ولم ينهوا أن يستغفروا للأحياء حتى يموتوا، ثم أنزل الله: {وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ} الآية. يعني استغفر له ما كان حيًا، فلما مات أمسك عن الاستغفار.
حسن: رواه ابن جرير في تفسيره (١٢/ ٢٣ - ٢٤)، وابن أبي حاتم في تفسيره (٦/ ١٨٩٣) كلاهما من حديث عبد الله بن صالح، قال: حدثنا معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس، فذكره.
وإسناده حسن من أجل علي بن أبي طلحة، وهو وإن كان يرسل عن ابن عباس، ولكن الواسطة معروف وهو صدوق في نفسه، وكذلك فيه عبد الله بن صالح كاتب الليث حسن الحديث.
• عن علي قال: سمعت رجلا يستغفر لأبويه، وهما مشركان، فقلت: "أتستغفر لهما وهما مشركان. فقال: أو لم يستغفر إبراهيم لأبيه، فأتيت النبي - صلى الله عليه وسلم -، فذكرت ذلك له فنزلت: {وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ}.
حسن: رواه الترمذي (٣١٠١)، والنسائي (٢٠٣٦) وأحمد (١٠٨٥)، والحاكم (٢/ ٣٣٥) كلهم من حديث سفيان، عن أبي إسحاق، عن أبي الخليل، عن علي بن أبي طالب فذكره.