وفيه الحكم بن سعيد المديني الأموي، قال فيه البخاريّ: "منكر الحديث". وأخرجه العقيليّ في "الضعفاء" (١/ ٢٦٠) من طريقه وقال: "وهذا المتن له طريق بغير هذا الإسناد عن جماعة متقاربة في الضّعف".
وزاد الذّهبيّ في الميزان فقال: وقال الأزديّ وغيره: "ضعيف". ثم قال: "ومن مناكيره: عن الجعيد، عن نافع، عن ابن عمر، عن النّبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- أو قال: عن أبيه، عن النّبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "القدريّة مجوس أمّتي".
ومنها: ما رواه ابن أبي عاصم في السنة (٣٤١) عن يعقوب بن حميد، حدّثنا إسماعيل بن داود، عن سليمان بن بلال، عن أبي حسين، عن نافع، عن ابن عمر، أنه ذكر لابن عمر قومًا يتنازعون في القدر، ويكذِّبون به، فقال: قد فعلوا؟ ! فقالوا: نعم. قال سمعت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: "يكون في أمّتي أو في آخر الزّمان رجال يكذبون بمقادير الرحمن، يكونون كذّابين، ثم يعودون، مجوس هذه الأمّة، وهم كلاب أهل النّار".
فيه: إسماعيل بن داود هو ابن مخراق، قال البخاريّ: منكر الحديث، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث، وذكره ابن حبان في "المجروحين" (٤٩) وقال: "من أهل المدينة، وهو الذي يقال له: سليمان بن داود بن مخراق، يروي عن مالك بن أنس وأهل المدينة، يسرق الحديث ويسوِّيه".
وترجمه الذهبيّ في الميزان وقال: "ضعّفه أبو حاتم وغيره". ثم ذكر قول ابن حبان بأنّه يسرق الحديث وقال: "وساق له ابن حبان حديثين مقلوبين".
وكذلك لا يصح ما رُوي عن حذيفة مرفوعًا: "لكلّ أمّة مجوس، ومجوس هذه الأمّة الذين يقولون: لا قدر، من مات منهم فلا تشهدوا جنازته، ومن مرِض منهم فلا تعودوهم، وهم شيعة الدّجال، وحقٌّ على اللَّه أن يلحقهم بالدّجّال".
رواه أبو داود (٤٦٩٢) عن محمد بن أبي كثير، أخبرنا سفيان، عن عمر بن محمد، عن عمر مولى غفرة، عن رجل من الأنصار، عن حذيفة، فذكره.
وأخرجه ابن أبي عاصم في السنة (٣٢٩) من طريق سفيان، بإسناده.
قال المنذريّ: "عمر مولى غفرة لا يحتجّ بحديثه، ورجل من الأنصار مجهول".
وكذلك لا يصح ما رُوي عن عمر بن الخطّاب، عن النّبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "لا تجالسوا أهل القدر، ولا تفاتحوهم".
رواه أبو داود (٤٧١٠) عن الإمام أحمد -وهو في مسنده (٢٠٦) - عن أبي عبد الرحمن (عبد اللَّه بن يزيد المقرئ)، قال: حدّثني سعيد بن أبي أيوب، حدّثني عطاء بن دينار، عن حكيم بن شريك الهذليّ، عن يحيى بن ميمون الحضرميّ، عن ربيعة الجرشيّ، عن أبي هريرة، عن عمر بن الخطّاب، فذكره.
ومن هذا الوجه أخرجه أيضًا الفريابي في القدر (٢٢٧، ٢٢٨)، والبيهقيّ في القضاء والقدر (٢/ ٧٠٦).