للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال: حدّثناه محمد بن عبد الرحمن الشّاميّ، قال: حدّثنا سلمة بن شبيب، قال: حدّثنا محمد بن بشر العبديّ، بإسناده.

فأخشى أن يكون قول الترمذيّ: "حسن صحيح". خطأ من النّسّاخ، وقد جاء في بعض النّسخ: "غريب". فقط، وقد أشار إلى ذلك الشيخ الألباني رحمه اللَّه في تعليقه على "المشكاة" (١٠٥) فقال: "حسن صحيح" لم ترد هذه الزيادة في شيء من نسخ الكتاب التي وقفنا عليها". ولذا اكتفى الشيخ في ضعيف الترمذيّ بقوله: "هذا حديث حسن غريب".

وكذلك لا يصح عنه: "هلاك أُمّتي في العصبيّة والقدريّة، والرّواية من غير ثبت". رواه ابن أبي عاصم في "السنة" (٣٢٦) عن محمد بن مرزوق، ثنا عمر بن يونس، عن سعيد الحمصيّ، عن هارون بن هارون، عن مجاهد، عن ابن عباس، فذكر مثله مرفوعًا.

وهارون بن هارون هو ابن عبد اللَّه بن محرَّز بن الهدير التّيميّ القرشيّ من أهل المدينة، قال ابن حبان: "كان ممن يروي الموضوعات عن الأثبات، لا يجوز الاحتجاج به، ولا الرّواية عنه إلّا على سبيل الاعتبار لأهل الصّناعة فقط". المجروحين (١١٦٢).

وهذا الحديث عدّه ابن الجوزيّ من الموضوعات (٥٣٩) فرواه من وجه آخر عن هارون بن هارون بإسناده وفيه: "هلاك أمّتي في ثلاث". فذكر بقية الحديث مثله.

قال ابن الجوزيّ: "هذا حديث موضوع على رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، وقد أرسله هارون في هذه الرواية عن مجاهد، وإنّما هو عن ابن سمعان، عن مجاهد. فترك ابن سمعان لأنّه كذاب". انتهى وللحديث طرق أخرى كلّها ضعيفة.

وكذلك لا يصح ما رُوي عن أبي هريرة مرفوعًا: "إنّ لكلّ أمّة مجوسًا، وإنّ مجوس هذه الأمّة القدريّة، فلا تعودوهم إذا مرضوا، ولا تصلّوا على جنائزهم إذا ماتوا".

رواه ابن أبي عاصم في "السنة" (٣٤٢)، والفريابي في "القدر" (٢٣٥)، وعنه الآجريّ في "الشريعة" (٣٨٥) عن عبد الأعلى بن حماد، حدّثنا معتمر بن سليمان، قال: سمعتُ زيادًا أبا الحسن، حدّثني جعفر بن الحارث، عن يزيد بن ميسرة، عن عطاء الخراساني، عن مكحول، عن أبي هريرة، فذكره.

وفيه انقطاع، فإنّ مكحولًا لم يلقَ أبا هريرة كما قال أبو زرعة، كما ذكره ابن أبي حاتم في "مراسيله"، والدارقطني في "العلل" (٨/ ٢٨٩).

وجعفر بن الحارث هو الواسطيّ أبو الأشهب، ضعّفه النسائيّ، وقال العقيليّ: "منكر الحديث، في حفظه شيء يكتب حديثه". وأمّا أبو حاتم، وأبو زرعة، وابن حبان فمشّوه. وفي التقريب: "صدوق كثير الخطأ".

وللفريابي أسانيد أخرى كلّها تدور على مكحول وهو الشّاميّ.

<<  <  ج: ص:  >  >>