ورب هذه البنية، يا محمد ألست تزعم أن عيسى عبد صالح، وعزيرا عبد صالح، والملائكة عباد صالحون؟ قال:"بلى". قال: فهذه النصارى يعبدون عيسى، وهذه اليهود تعبد عزيرا، وهذه بنو مليح تعبد الملائكة، قال: فضج أهل مكة، فنزلت:{إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا} عيسى، وعزير، والملائكة {أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ} قال: ونزلت: {وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ}[الزخرف: ٥٧].
حسن: رواه أحمد (٢٩١٨)، والطبراني في الكبير (١٢/ ١٥٣)، والطحاوي في شرح مشكل الآثار (٩٨٦) كلهم من طريق عاصم بن بهدلة، عن أبي رزين مسعود بن مالك الأسدي، عن أبي يحيى الأعرج، عن ابن عباس، فذكره.
وإسناده حسن من أجل عاصم بن بهدلة، فإنه حسن الحديث، وكذلك فيه أبو يحيى الأعرج وهو مصدع، المعرقب، وقد قال فيه عمار الدهني:"كان عالما بابن عباس". وقد تابعه عكرمة عند الطحاوي (٩٨٨).
وعبد الله بن الزبعري أسلم بعد فتح مكة، وحسن إسلامه.
قال ابن حجر في الكافي الشاف (ص ١١١ - ١١٢): "اشتهر في ألسنة كثير من علماء العجم وفي كتبهم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال في هذه القصة لابن الزبعري: ما أجهلك بلغة قومك، فإني قلت: وما تعبدون وهي لما لا تعقل، ولم أقل: ومن تعبدون، وهو شيء لا أصل له. ولا يوجد مسندا ولا غير مسند. اهـ.
• عن محمد بن حاطب قال: سمعت عليا يخطب، وتلا هذه الآية:{إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى} الآية. قال: نزلت في عثمان وأصحابه.
صحيح: رواه ابن أبي شيبة في مصنفه (٣٢٧١٥)، وأحمد في فضائل الصحابة (٧٧١)، وابن جرير في تفسيره (١٦/ ٤١٥)، والطحاوي في شرح المشكل (٣/ ٢١) كلهم من طريق شعبة، عن أبي بشر، عن يوسف بن سعد، عن محمد بن حاطب فذكره.
وإسناده صحيح.
قوله:{حَصَبُ} بمعنى محصوب به أي المرمي به، ومنه سميت الحصباء لأنها حجارة يُرمى بها أي يُرمون في جهنم كما قال تعالى:{وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ}[البقرة: ٢٤] أي الكفار وأصنامهم من الحجارة.
وقيل: "حصب" بمعنى الحطب في لغة أهل اليمن، وقد قرأ بعضهم {حطب جهنم} إلا أنها قراءة شاذة ومعناها وقود جهنم.