حدّثنا عزْرة بن ثابت، عن يحيى بن عُقيل، عن يحيى بن يعمر، عن أبي الأسود الدِّيليّ، قال (فذكره).
• وعن أبي الدّرداء، قال: قالوا: يا رسول اللَّه، أرأيتَ ما نعملُ، أمرٌ قد فُرغ منه، أم شيءٌ نسْتأنفه؟ قال: "بل أمر قد فُرِغ منه". قالوا: فكيف بالعمل يا رسول اللَّه؟ قال: "كلُّ امرئ مهيَّأٌ لما خُلق له".
حسن: رواه الإمام أحمد (٢٧٤٨٧) عن هيثم، -قال عبد اللَّه بن الإمام أحمد: وسمعته أنا من هيثم-، قال: أخبرنا أبو الرّبيع، عن يونس، عن أبي إدريس، عن أبي الدّرداء، فذكره.
وهيثم هو ابن خارجة صدوق، وقد تُوبع أيضًا.
وأبو الرّبيع هو سليمان بن عتبة الدّمشقيّ، مختلف فيه، فقال الإمام أحمد: لا أعرفه، وقال يحيى بن معين: لا شيء.
ووثّقه دُحيم، وقال أبو حاتم: ليس به بأس، وهو محمود عند الدّمشقيين. وكان الهيثم بن خارجة، وهشام بن عمّار يوثقانه، وذكره ابن حبان في "الثقات" فهو لا ينزل عن درجة "صدوق"، وكذا قال فيه الحافظ أيضًا وزاد: "له غرائب".
وأخرجه الفريابيّ في القدر (٣٨)، والبزّار -كشف الأستار (٢١٣٨) -، والحاكم (٢/ ٤٦٢)، والبيهقيّ في القضاء والقدر (١/ ٢٣١) كلّهم من حديث سليمان بن عبد الرحمن الدّمشقيّ، عن أبي الرّبيع، به، وهذا لفظ الفريابيّ:
عن أبي الدّرداء، عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أنّه قيل له: أرأيتَ ما نعملُ أشيءٌ قد فُرغ منه، أم شيء نستأنفه، قال: "كلُّ امرئٍ مهيَّأ لما خلقَ له". ثم أقبل يونس علي سعيد بن عبد العزيز، فقال له: إنّ تصديق هذا الحديث في كتاب اللَّه عزّ وجلّ، فقال له سعيد: أَبِنْ لي يا حلبس، قال: أما تسمع اللَّه عزّ وجلّ يقول في كتابه: {وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ (٧) فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَنِعْمَةً. . .} [سورة الحجرات: ٧ - ٨] أرأيتَ يا سعيد، لو أنّ هؤلاء أهملوا كما يقول الأخابث، أين كانوا يذهبون حيث حبّب إليهم وزيّن لهم، أم حيث كُرِّه إليهم وبُغض إليهم". ولفظهما مختصر.
قال البزّار: "إسناده حسن". وقال الحاكم: "صحيح الإسناد". وتعقبه الذّهبيّ فقال: "بل قال ابن معين: سليمان بن عتبة لا شيء". قلت: وقد وثّقه غيره.
ورواه ابن أبي عاصم في "السنة" (٢٤٦) عن هشام بن عمّار، ثنا سليمان بن عنبة، بإسناده، ولفظه: "إنّ العبد لا يبلغ حقيقة الإيمان حتى يعلم أنّ ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه".
ورواه أيضًا أحمد (٢٧٤٩٠) عن هيثم، قال: حدّثنا أبو الربيع بإسناده، مثله.
• عن عمر أنّه سأل رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- مرجعه من بدر، فقال: "أنعمل لأمر قد فُرغ منه أم لأمر نأتنفُه؟ فقال: "لأمر قد فُرغ منه". قال: ففيمَ العمل إذا؟ فقال رسول اللَّه