للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

طيئ الذين قد سعّروا البلاد؟ "ولئن طالت بك حياة لتُفتَحنّ كنوز كسرى". قلت: كسرى بن هرمز؟ قال: "كسرى بن هرمز، ولئن طالت بك حياة لترين الرجل يخرج ملء كفه من ذهب أو فضة يطلب من يقبله منه، فلا يجد أحدا يقبله منه، وليلقين الله أحدكم يوم يلقاه وليس بينه وبينه ترجمان يترجم له، فيقولن: ألم أبعث إليك رسولا، فيبلّغك. فيقول: بلى. فيقول: ألم أعطك مالا وأفضل عليك؟ . فيقول: بلى، فينظر عن يمينه، فلا يرى إلا جهنم، وينظر عن يساره، فلا يرى إلا جهنم".

قال عدي: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: "اتقوا النار ولو بشقة تمرة، فمن لم يجد شقة تمرة فبكلمة طيبة".

قال عدي: فرأيت الظعينة ترتحل من الحيرة حتى تطوف بالكعبة لا تخاف إلا الله، وكنت فيمن افتتح كنوز كسرى بن هرمز، ولئن طالت بكم حياة لترون ما قال النبي أبو القاسم - صلى الله عليه وسلم -: "يُخرِج ملء كفه".

صحيح: رواه البخاري في المناقب (٣٥٩٥) عن محمد بن الحكم، أخبرنا النضر، أخبرنا إسرائيل، أخبرنا سعد الطائي، أخبرنا مُحِلّ بن خليفة، عن عدي بن حاتم فذكره.

وقوله: {يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا}.

• عن معاذ بن جبل قال: كنت ردف النبي - صلى الله عليه وسلم - على حمار يقال له عفير، فقال: "يا معاذ، هل تدري حق الله على عباده. وما حق العباد على الله؟ " قلت: الله ورسوله أعلم. قال: "فإن حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا، وحق العباد على الله أن لا يعذّب من لا يشرك به شيئا" فقلت. يا رسول الله، أفلا أبشّر به الناس؟ قال: "لا تُبشّرهم، فيتكلوا".

متفق عليه: رواه البخاري في الجهاد والسير (٢٨٥٦)، ومسلم في الإيمان (٣٠/ ٤٩) كلاهما من حديث أبي الأحوص سلّام بن سُليم، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمون، عن معاذ بن جبل، فذكره. ولفظهما سواء.

والأحاديث في هذا المعنى كثيرة، وهي مذكورة في كتاب الإيمان.

وما وعد الله في هذه الآية قد تم في عهد الصحابة، فمكنهم الله من البلاد والعباد. وحصل لهم الأمن التام، فكانوا يعبدون الله وحده، لا شريك له من غير خوف ووجل. ولا تزال طائفة من المسلمين يعبدون الله وحده في أرجاء المعمورة مع التمكين والأمن، كما جاء في الصحيح:

• عن ثوبان قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على

<<  <  ج: ص:  >  >>