للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٣٠)، وابن أبي عاصم في السنة (١٦١، ١٦٢) كلّهم من طرق عن الزّهريّ، عن سعيد بن المسيب، عن عمر بن الخطّاب، أنه قال: يا رسول اللَّه، أرأيتَ عملنا هذا على أمر قد فُرغ منه، أم على أمر نستقبله. فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "بل على أمر قد فُرغ منه". فقال عمر: ففيمَ العمل إذن؟ فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "كلٌّ لا ينال إِلَّا بالعمل". فقال عمر: إذن نجتهد.

وفيه سعيد بن المسيب لم يسمع من عمر بن الخطّاب، وله طرق موصولة بذكر أبي هريرة بين سعيد بن المسيب، وبين عمر بن الخطّاب إِلَّا أنّ الدَّارقطنِيّ رجّح إرساله.

وفي الباب أيضًا عن أبي قلابة، قال: "إنّ اللَّه عزّ وجلّ لما خلق آدمَ عليه السّلام أخرج ذريّته، ثم نثرهم في كفِّه، ثم أفاضهم، فألقى التي في يمينه عن يمينه، والتي في يده الأخرى عن شماله ثم قال: هؤلاء لهذه ولا أبالي، وهؤلاء لهذه ولا أبالي، وكتب أهل النّار وما هم عاملون، وأهل الجنّة وما هم عاملون، وطوى الكتاب ورفع القلم".

رواه ابن وهب في "القدر" (١٢) عن جرير بن حازم، عن أيوب السَّختيانيّ، عن أبي قلابة، فذكر مثله موقوفًا، ولم يرفعه.

وأبو قلابة هو عبد اللَّه بن زيد بن عمرو الجرميّ، ثقة فاضل، كثير الإرسال كما في التقريب.

ورواه مسدد في "مسنده" كما في "المطالب العالية" (٢٩٦٧) عن حمّاد، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أبي صالح، فذكر مثله موقوفًا، فجعل الأثر لأبي صالح، وهو باذام -ويقال: باذان- مولى أم هانئ - قال الحافظ في "التقريب": "ضعيف، مدلّس". وقال الدَّارقطنيّ: "لا أدري من هو؟ ! ".

وكذلك لا يصح ما رُوي عن أبي هريرة مرفوعًا: "لما خلق اللَّه تعالى آدم ضرب بيده على شقّ آدم الأيمن، فأخرجَ ذروًا كالذّرِّ، قال: يا آدم هؤلاء ذريَّتَك من أهل الجنّة. ثم ضرب بيده على شقّ آدم الأيسر فأخرج ذروًا كالحمم ثم قال: هؤلاء ذريّتك من أهل النّار".

رواه الفريابي في القدر (٤٢١) عن محمد بن مصفّي، حدّثنا بقية بن الوليد، حدّثني مبشر بن عبيد، عن الزّهريّ، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، فذكره.

وفي إسناده مبشر بن عبيد، رماه الإمام أحمد بالوضع، وقال الدَّارقطنيّ: متروك الحديث، والرّاوي عنه بقية بن الوليد، وفيه كلام وإن كان صرَّح هنا بالتّحديث.

وفي الباب أيضًا عن معاذ بن جبل.

رواه الإمام أحمد (٢٢٠٧٧)، وفيه البراء الغنوي وهو: ابن عبد اللَّه بن يزيد الغنويّ ضعّفه أبو داود والنسائيّ وغيرهما.

وفي الإسناد الحسن البصريّ وهو لم يدرك معاذ بن جبل.

بهاتين العلّتين علَّله الهيثميّ في "المجمع" (٧/ ١٨٧) إِلَّا أنّه لم يعزه إلى أحمد، وإنّما عزاه إلى الطّبرانيّ في "الكبير" فقط.

<<  <  ج: ص:  >  >>