وأمّا ما رُوي مرفوعًا: "إنّ الرّجل ليعمل -أو قال: يعمل- بعمل أهل النّار سبعين سنة، ثم يُختم له بعمل أهل الجنّة، ويعمل العامل سبعين سنة بعمل أهل الجنّة، ثم يُختم له بعمل أهل النّار". فهو ضعيف.
رواه البزّار -كشف الأستار (٢١٥٨) -، والطبرانيّ في "المعجم الأوسط" (٢٤٤٨)، عبد اللَّه ابن وهب في القدر (٤٨) كلّهم من طريق عبد اللَّه بن عمر، عن خبيب بن عبد الرحمن، عن حفص ابن عاصم، عن أبي هريرة، فذكره.
عبد اللَّه بن عمر وهو ابن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطّاب المدنيّ، أهل العلم مطبقون على تضعيفه.
وأمّا الهيثميّ فقال في "المجمع" (٧/ ٢١٧): "رواه الطبرانيّ في الأوسط، ورجاله رجال الصّحيح". لأنّ عبد اللَّه بن عمر بن حفص، أخرج له مسلم.
• عن عائشة، أنّ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "إنّ الرّجلَ ليعمل بعمل أهل الجنّة، وإنّه لمكتوب في الكتاب من أهل النّار، فإذا كان قبل موته تحوَّل فعمل بعمل أهل النّار فمات، فدخل النّار. وإنَّ الرّجل ليعمل بعمل أهل النّار، وإنّه لمكتوب في الكتاب من أهل الجنّة، فإذا كان قبل موته تحوَّل، فعمل بعمل أهل الجنّة، فمات، فدخل الجنّة".
صحيح: رواه الإمام أحمد (٢٤٧٦٢)، وأبو يعلى (٤٦٦٦٨)، والبيهقي في القضاء والقدر (١/ ٣٢٢ - ٣٢٣) كلّهم من طرق عن حمّاد بن سلمة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، فذكرته.
ورواه ابن أبي عاصم في السنة (٢٥٢)، وصحّحه ابن حبان (٣٤٦) كلاهما من وجه آخر عن هشام بن عروة، بإسناده، مثله.
وأورده الهيثميّ في "المجمع" (٧/ ٢١١ - ٢١٢) وقال: "رواه أحمد، وأبو يعلى بأسانيد، وبعض أسانيدها رجاله رجال الصّحيح".
• عن أنس، أنّ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "لا عليكم أن لا تُعْجَبُوا بأحدٍ حتّى تنظروا بِمَ يُخْتم له، فإنّ العاملَ يعمل زمانًا من عمره، أو بُرهةً من دهره بعمل صالح، لو مات عليه دخل الجنّةَ، ثم يتحوَّلُ فيعملُ عمَلًا سيِّئًا، وإنَّ العبد لَيْعُملُ البُرْهَةَ من دهرٍ بعملٍ سيء، لو مات عليه دخل النّار، ثم يتحوَّل فيعملُ عملًا صالحًا. وإذا أراد اللَّه بعبد خيرًا استعمله قبل مَوْته". قالوا: يا رسول اللَّه، وكيف يستعمله؟ قال: "يوفِّقه لعملٍ صالِحٍ، ثم يَقْبضُه عليه".
صحيح: رواه أحمد (١٢٢١٤) عن يزيد بن هارون، أخبرنا حُميد، عن أنس، فذكره.
ورواه أبو يعلى (٣٨٤٠)، والبيهقيّ في القضاء والقدر (١/ ٣٢٣) كلاهما من طريق يزيد بن هارون، بإسناده، مثله. وإسناده صحيح.