متفق عليه: رواه البخاري في الرقاق (٦٥٢٧) ومسلم في الجنة وصفة نعيمها وأهلها (٢٨٥٩) كلاهما من طريق حاتم بن أبي صغيرة، عن عبد الله بن أبي مليكة، قال: حدثني القاسم بن محمد بن أبي بكر، أن عائشة، فذكرته. واللفظ للبخاري.
• عن سودة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يبعث الناس حفاة عراة غرلا، قد ألجمهم العرق، ويبلغ شحوم الآذان" فقلت: يا رسول الله! واسوأتاه، ينظر بعضنا إلى بعض؟ فقال: "قد شُغِل الناس، {لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ}".
حسن: رواه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (٣٠٦٦)، والطبراني في الكبير (٢٤/ ٣٤)، والحاكم (٢/ ٥١٤، ٥١٥) والبغوي في تفسيره (٤/ ٥٥٧) كلهم من طريق محمد بن أبي عياش، عن عطاء بن يسار، عن سودة، قالت: فذكرته.
وإسناده حسن من أجل محمد بن أبي عياش، روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في الثقات، فيحسن هذا الحديث من أجل أصل له في معناه.
قال ابن كثير في البداية والنهاية (١٩/ ٣٧٤): "إسناده جيد، وليس هو في المسند، ولا في الكتب". أي في الكتب الستة.
وقال الحاكم: "صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه بهذا اللفظ، واتفقا على حديث حاتم بن أبي صغيرة، عن ابن أبي مليكة، عن القاسم، عن عائشة مختصرا".
قلت: لفظ سودة يختلف عن لفظ حديث عائشة، ولكن رواه الحاكم (٤/ ٥٦٥) من طريق عبد الله بن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث أن سعيد بن أبي هلال حدّثه أنه سمع عثمان بن عبد الرحمن القرظي يقول: قرأت على عائشة قول الله عز وجل: {وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ}[الأنعام: ٩٤] فقالت: يا رسول الله! واسوأتاه، أن الرجال والنساء يحشرون جميعا، ينظر بعضهم إلى سوءة بعض، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: {لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ} لا ينظر الرجال إلى النساء، ولا النساء إلى الرجال، شغل بعضهم عن بعض".
قال الحاكم:"صحيح الإسناد". تعقبه الذهبي فقال:"فيه انقطاع".
وهذه الرواية ما فيها من الكلام تقوي رواية سودة على منهج كثير من أهل العلم ويبدو منه أن عائشة نفسها كانت تحدّث مرة مختصرا، وأخرى مفصلا.