٥٣٦) عن بكر بن محمد بن حمدان الصيرفي، ثنا أحمد بن عبيد الله النرسي، ثنا يعقوب بن محمد الزهري، ثنا إبراهيم بن محمد بن ثابت بن شرحبيل، حدثني عثمان بن عبد الله بن أبي عتيق، عن سعيد بن عمرو بن جعدة بن هبيرة، عن أبيه، عن جدته أم هانئ، فذكرته.
قال الحاكم: "صحيح الإسناد".
وتعقبه الذهبي فقال: "يعقوب ضعيف، وإبراهيم صاحب مناكير، هذا أنكرها".
قلت: يعقوب بن محمد الزهري مختلف فيه.
وإبراهيم بن محمد قال فيه أبو حاتم: صدوق، وذكره ابن حبان في الثقات، فمثله لا بأس به في الاستشهاد.
وقوله: "فضَّلهم بأنهم عبدوا الله عشر سنين، لا يعبده إلا قرشي"، أي: عشر سنين من بعثة النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى بيعة العقبة التي كانت بعدها، يعني غالب من دخل في هذه الفترة في الإسلام كانوا من قبيلة قريش.
قوله: {لإِيلَافِ قُرَيْشٍ} أي: لائتلافهم واجتماعهم في بلدهم، وتقديم المجرور للاهتمام به، وقريش هو لقب جد النبي - صلى الله عليه وسلم - الأعلى، وهو فهر بن مالك بن النضر بن كنانة على قول الجمهور.
فيكون نظم الكلام لهذه السورة: ليعبد قريش رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف لإيلافهم رحلة الشتاء والصيف.
وكانت لقريش رحلتان: إحداهما إلى اليمن، وهي: رحلة الشتاء، والأخرى إلى الشام، وهي: رحلة الصيف.
أي: أنكم في هاتين الرحلتين لا تخافون الهلاك، لأنكم من سكان البلد الحرام، والناس يحترمونكم لعظمته عندهم. ولذا وجب عليكم أن تعبدوا الله وحده وتشكروه، ولا تشركوا به أحدا.
• عن أسماء بنت يزيد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " {لإِيلَافِ قُرَيْشٍ (١) إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ}، ويحكم يا قريش! اعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمكم من جوع، وآمنكم من خوف".
حسن: رواه أحمد (٢٧٦٠٧) والطبراني في الكبير (٢٤/ ١٧٨، ١٧٧) وابن جرير في تفسيره (٢٤/ ٦٤٧) والحاكم (٢/ ٢٥٦) كلهم من طرق عن شهر بن حوشب، عن أسماء بنت يزيد، فذكره.
وإسناده حسن من أجل الكلام في شهر بن حوشب غير أنه حسن الحديث إذا لم يكن في حديثه نكارة.
وقال الحاكم: "هذا حديث غريب عال في هذا الباب، والشيخان لا يحتجان بشهر بن حوشب".
وهو كما قال، لأنه مختلف فيه، كما بينت، غير أنه حسن الحديث عندي إذا لم يرو ما ينكر عليه، ولم يثبت وهمه.