لو أني أبصرته، فالتفت فأبصرته، فقمت إلى الفرس فأسرجته، ثم ركبت ونسيت السوط والرمح، فقلت لهم: ناولوني السوط والرمح، فقالوا: لا والله! لا نعينك عليه بشيء، فغضبت فنزلت فأخذتهما ثم ركبت، فشددت على الحمار فعقرته، ثم جئت به وقد مات، فوقعوا فيه يأكلونه، ثم إنهم شكوا في أكلهم إياه وهم حرم، فرحنا، وخبأت العضد معي، فأدركنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسألناه عن ذلك، فقال: "معكم منه شيء؟ " فناولته العضد فأكلها حتى تعرقها وهو محرم.
متفق عليه: رواه البخاري في الأطعمة (٥٤٠٧)، ومسلم في الحج (١١٩٤: ٦٣) كلاهما من طريق أبي حازم، عن عبد الله بن أبي قتادة السلمي، عن أبيه، قال: فذكره.
قوله: "تعرّقها" أي أخذ عن العرق بأسنانه، والعَرْق: العظم إذا أُخِذَ عنه معظم اللحم. النهاية (٣/ ٢٢٠).
• عن عبد الله بن عباس قال: انتشل النبي - صلى الله عليه وسلم - عرقا من قدرٍ، فأكل ثم صلى ولم يتوضأ.
متفق عليه: رواه البخاري في الأطعمة (٥٤٠٤, ٥٤٠٥) عن عبد الله بن عبد الوهاب، حدثنا حماد، عن أيوب وعاصم، عن عكرمة، عن ابن عباس، فذكره.
ورواه مسلم في الحيض (٣٥٤) من وجوه أخرى عن ابن عباس نحوه.
ورواه البخاري (٥٤٠٤) من طريق حماد (هو ابن زيد)، حدثنا أيوب، عن محمد (هو ابن سيرين)، عن ابن عباس بلفظ: تعرَّقَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - كتفا، ثم قام فصلى ولم يتوضّأ.
لكنْ فيه انقطاع، محمد بن سيرين لم يسمع من ابن عباس كما صرّح بذلك الإمام أحمد وابن معين وغيرهما، وقال ابن المديني: "قال شعبة: أحاديث محمد بن سيرين عن عبد الله بن عباس إنما سمعها من عكرمة، لقيه أيام المختار".
قال الحافظ: "واعتماد البخاري في هذا المتن إنما هو على الإسناد الثاني، وقد أخرجه الإسماعيلي من طريق محمد بن عيسى بن الطباع، عن حماد بن زيد، فأدخل بين محمد بن سيرين وابن عباس عكرمة، وإنما صحّ عنده لمجيئه بالطريق الأخرى الثانية فأورده على الوجه الذي سمعه.
• عن عمرو بن أمية أنه رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - يحتز من كتف شاة في يده، فدعي إلى الصلاة، فألقاها والسكين التي يحتز بها، ثم قام فصلى ولم يتوضأ.
متفق عليه: رواه البخاري في الأطعمة (٥٤٠٨)، ومسلم في الحيض (٣٥٥: ٩٢) كلاهما من طريق الزهري، أخبرني جعفر بن عمرو بن أمية، أن أباه عمرو بن أمية أخبره، فذكره.
• عن المغيرة بن شعبة، قال: ضفت النبي - صلى الله عليه وسلم - ذات ليلة فأمر بجنب فشوي، وأخذ الشفرة فجعل يحز لي بها منه.