قال الترمذي: "حسن صحيح، وقد روى شعبة، عن أبي عمران الجوني".
قلت: هو يشير إلى ما أخرجه مسلم من حديث شعبة عن أبي عمران الجوني كما سبق.
• عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إذا طبختم اللحم فأكثروا المرق أو الماء فإنه أوسع أو أبلغ للجيران.
حسن: رواه أحمد (١٥٠٣٠) عن يحيى بن سعيد الأموي، حدثنا الأعمش، قال: بلغني عن جابر بن عبد الله، قال: فذكره.
وهذا إسناد فيه انقطاع؛ فإن الأعمش لم يسمع هذا الحديث من جابر.
ولكن رواه الطبراني في الأوسط (٣٦١٥) عن روح بن الفرج قال: نا يحيى بن سليمان الجعفي قال: نا عمي عمرو بن عثمان قال: نا أبو مسلم قائد الأعمش، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا طبخ أحدكم قدرا فليكثر مرقها، ثم ليناول جاره منها".
وأبو مسلم قائد الأعمش هو عبيد الله بن سعيد بن مسلم الجعفي ضعيف عند جمهور أهل العلم.
وتابعه عبد الرحمن بن مغراء، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر مرفوعا: إذا طبخت قدرا فأكثر ماءها - أو قال: المرق - وتعاهد جيرانك.
رواه البزار - كشف الأستار (١٩٠١) عن يوسف بن موسى، ثنا عبد الرحمن بن مغراء بإسناده.
وعبد الرحمن بن مغراء هذا في حديثه عن الأعمش كلام.
وقال الهيثمي في المجمع (٥/ ١٩): "رجال البزار فيهم عبد الرحمن بن مغراء، وثّقه أبو زرعة وجماعة، وفيه كلام لا يضر، وبقية رجاله رجال الصحيح".
قلت: أحدهما يقوّي الآخر، إذْ ليس أحد منهما متهما، وبذلك صار الحديث حسنا على رسم الترمذي.
وأما ما روي عن عبد الله المزني قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إذا اشترى أحدكم لحما فليكثر مرقته، فإن لم يجد لحما أصاب مرقة وهو أحد اللحمين. فهو ضعيف. رواه الترمذي (١٨٣٢)، والحاكم (٤/ ١٣٠) كلاهما من حديث مسلم بن إبراهيم، حدثنا محمد بن فضاء، حدثني أبي، عن علقمة بن عبد الله المزني، عن أبيه، قال: فذكره.
قال الترمذي: "هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث محمد بن فضاء، ومحمد فضاء هو المعبر وقد تكلم فيه سلمان بن حرب وعلقمة بن عبد الله هو أخو بكر بن عبد الله المزني".
قلت: محمد بن فضاء - بفتح الفاء - الأزدي أبو بحر البصري ضعّفه جمهور أهل العلم منهم: ابن معين وأبو زرعة، وأبو حاتم، والنسائي، وابن حبان وغيرهم.
وأما الحاكم فقال: "صحيح الإسناد"، وتعقبه الذهبي فقال: "محمد ضعّفه ابن معين".