أبو طلحة، فذكره.
• عن أبي هريرة قال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن أن تجلسوا بأفنية الصعدات، قالوا: يا رسول الله! إنا لا نستطيع ذلك ولا نطيقه، قال: "إما لا، فأدوا حقها" قالوا: وما حقها يا رسول الله؟ ، قال: "رد التحية، وتشميت العاطس إذا حمد الله، وغض البصر، وإرشاد السبيل".
حسن: رواه أبو داود (٤٨١٦)، وصحّحه ابن حبان (٥٩٦)، والحاكم (٤/ ٢٦٤، ٢٦٥) كلهم من طريق بشر بن المفضل، قال: حدثنا عبد الرحمن بن إسحاق، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، قال: فذكره.
وإسناده حسن من أجل عبد الرحمن بن إسحاق بن عبد الله بن الحارث المدني فإنه حسن الحديث.
قوله: "الصعدات" هي الطرق، صعيد وصعُد وصعدات مثل طريق وطرق وطرقات.
وفي معناه ما روي عن البراء أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مرَّ بناس من الأنصار، وهم جلوس في الطريق فقال: "إن كنتم لا بد فاعلين فردوا السلام وأعينوا المظلوم، وأهدوا السبيل".
رواه الترمذي (٢٧٢٦)، وأحمد (١٨٤٨٣)، والطيالسي (٧١١) كلهم من طريق شعبة، عن أبي إسحاق، عن البراء، فذكره.
قال شعبة: ولم يسمعه منه، يعني أن أبا إسحاق لم يسمعْه من البراء.
وقول الترمذي: "حسن غريب" يُحمل على أنه حسّنه لشواهده.
وأما ما رواه أحمد (١٨٤٨٤)، وابن حبان (٨٩٧) كلاهما من طريق إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن البراء مثله. وإسرائيل لم ينص على أن أبا إسحاق سمعه من البراء، فعنعنته تحمل على التدليس كما قال شعبة.
وأما ما روي عن أبي شريح بن عمرو الخزاعي قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إياكم والجلوس على الصعدات فمن جلس منكم على الصعيد فليعطه حقه" قال: قلنا: يا رسول الله وما حقه؟ قال: "غضوض البصر، ورد التحية، وأمر بمعروف، ونهي عن منكر". فهو ضعيف.
رواه أحمد (٢٧١٦٣)، والطبراني في الكبير (٢٢/ ١٨٧) كلاهما من طريق عبد الله بن سعيد، عن أبيه، عن أبي شريح بن عمرو الخزاعي، فذكره.
وعبد الله بن سعيد هو ابن سعيد المقبري أبو عباد الليثي مولاهم ضعيف عند جمهور أهل العلم.
وقال الحاكم: "ذاهب الحكم" وبه أعله الهيثمي في المجمع (٨/ ٦١).