للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وبعضهم يقرن معه هذا الحديث حديث العقيقة.

وذكره "أبيه" في الإسناد وهمٌ كما قال أحمد وغيره، وسبق الكلام عليه في العقيقة.

وإسناده صحيح، وسباع بن ثابت له صحبة كما قال به أكثر أهل العلم.

قال البغوي في شرح السنة (١١/ ٢٦٦): "قوله: "أقروا الطير على مكناتها" قال أبو زياد الكلابي: "لا يعرف للطير مكنات، وإنما هي الوكنات، وهي موضع عش الطائر، وقال أبو عبيد: المكنات بيض الضباب، واحدها: مكنة، فجعل للطير على وجه الاستعارة، وقيل على مكناتها، أي: أمكنتها، وقال شمر: هي جمع المكنة وهي التمكن، وهذا مثل التبعة للتبع، والطلبة للتطلب".

ثم اختلفوا في المراد من إقرار الطير على مكناتها، فقال بعضهم: معناه: كراهية صيد الطير بالليل، وقيل: فيه النهي عن زجر الطير، معناه: أقروها على مواضعها التي جعلها الله بها من أنها لا تضر ولا تنفع. ويحكى عن الشافعي أنه حمله على النهي عن زجر الطير، وذلك أن العرب كانت تولع بالعيافة، وزجر الطير، فكان الواحد منهم إذا خرج من بيته لسفر أو حاجة، نظر هل يرى طائرا يطير، فإن لم ير، هيّج طائرا عن مكانه، فإن طار من جانب يساره إلى يمينه، سماه "سانحا" وتفاءل به، ومضى لأمره، وإن طار من جانب يمينه إلى يساره، سماه "بارحا" وتطير به، ولم يمض لأمره، لأنه في هذه الصورة يكون يسار الطائر إليه، "فأمرهم النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يقروا الطير على أمكنتها، ولا يطيروها ولا يزجروها" اهـ.

• عن أبي بردة، قال: أتيتُ عائشة، فقلتُ: يا أمّتاه! حدِّثيني شيئًا سمعتيه من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الطّير تجري بقدر". وكان يعجبُه الفأل الحسن.

حسن: رواه أحمد (٢٥٩٨٢)، والبزّار - كشف الأستار (٢١٦١) كلاهما من حديث حسان بن إبراهيم، قال: حدّثنا سعيد بن مسروق، عن يوسف بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعريّ، عن أبي بردة، فذكره.

وقد سبق الكلام عليه في الإيمان بالقدر.

• عن عائشة قالت: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يكره الطيرة ويبغضها.

حسن: رواه البخاري في الأدب المفرد (٩١٢)، واللفظ له، وأبو يعلى - المطالب (٢٤٩٦)، والطحاوي في شرح معاني الآثار (٤/ ٣١٢) من طرق عن ابن أبي الزناد، عن علقمة بن أبي علقمة، عن أمه، عن عائشة، فذكرته.

وعند البخاري في أوله قصة: أنها كانت تؤتى بالصبيان إذا ولدوا، فتدعو لهم بالبركة، فأتيت بصبي، فذهبت تضع وسادته، فإذا تحت رأسه موسى، فسألتهم عن الموسى، فقالوا: نجعلها من الجن، فأخذت الموسى فرمت بها، ونهتهم عنها.

وإسناده حسن من أجل أم علقمة بن أبي علقمة، واسمها مرجانة، قال ابن سعد: أم علقمة

<<  <  ج: ص:  >  >>